الشيخ عفيف النابلسي.. “ويبقى الأثر الطيب”
مبادرة حطت رحالها من بوابة الجنوب الى قلب الضاحية في برج البراجنة ليردد اسم الشيخ عفيف على السنٍ صائمة تدعو له بكل منبت حسن وبطيب خاتمة الى جانب الصديقين والأنبياء فيده البيضاء التي كانت تظلل الكثير من العوائل المتعففة في كل الاشهر التي عرفته وصادقته وخاصة شهر الخير كان لها نصيب في مجمع سيد الاوصياء …
زُيّنت القاعة بصورةٍ عملاقة للراحل الحبيب إلى جانب قادة المقاومة من الشهداء..صورة تجعلك تقف لتحدثها قليلاً ..لتلقي السلام عليها ..لتخبرها ان الفقد صعب وان الاشتياق يزداد ..فالحنين يسري في عروقنا فكيف بمن كان روحاً تظللنا ودماً يسير في كل اجيالنا….
صورة تظنها ستتكلم وإن كان صوته هادئاً كليالي السحر …تبتسم لك فتأبى الا ان تقف مشدوهاً وتعيد لملمة خلاياك المبعثرة فتبتسم ولكن في العين غصة تقول …ليتنا اخذنا من وحيك اكثر …ليتنا سرقنا معك الاوقات اكثر…ليتنا قبل ان نفتقدك …عشناك.
في ذاك المجمع الكل استحضرك …أثنى على علمك مقاومتك كبريائك وحبك كل له ذكرى جميلة معك احضرها وكأننا نعيد ما كان فينا ايها السر الجميل …كل العطاءات كانت بيننا … فأنت كنت صدقة تمر ونحن لم ندري..
اليوم في كل بيت تفوح منه رائحة الكرامة ستُقرأ الفاتحة عن روحك الطاهرة سيأكلون حباً وعشقاً سيكررون بعضاً من وصاياك حفظ المقاومة والجهاد،والمثابرة سيذكرونك في ادعيتهم سيبتسم الطفل الصغير وان لم يكن يعرفك لكن سيظن انك تبتسم له وتدعوه ان يقترب .
هذه المبادرات التي تسمو بها الانفس تجعلنا ندرك ان الخير يقع في كل خطوة وابتسامة وموقف … هكذا هم جميلو الأرواح يتركون اثراً جميلاً …يرسلون مع نسائم الشهر الفضيل بسمة امل تبلسم أحزان المتعففين …
في ارجاء المجمع تفوح رائحة الحب …حب من نوع آخر هو حب العطاء حتى آخر النهار …في هذا المجمع الكل يعمل دون كلل او ملل يرسمون الابتسامات على وجوههم وفي عيونهم اشراقة اسمها شمس الجنوب وصفاء من نهر العاصي …
كلهم اجتمعوا هنالك لتكون مائدة صادقة تشبه زين العابدين في سرها …كل ما في الضاحية صدقة وحب وعنفوان واباء ..اجتمعت بأبهى الصور وفي أجمل شهر … اليوم كانت حكاية من فيض العطاء لسر جميل استذكرناه من حارات صيدا الى ثغور المقاومين في الجنوب والبقاع وصولا الى النجف وبغداد ولا زالت ليالي طهران تعيد بعضاً من ذكراه في عطرها …لتحط الرحال عند انيس النفوس …… هو سر ملكوتي يحمل في طياته …أحرف من ذهب رسمها وبقي الأثر انه سر الحب في نبضات اوردتنا …آية الله الشيخ عفيف النابلسي….ويبقى الأثر وطيبه