علي فياض: المحور الإقليمي يكيل الضربات إلى الكيان الغاصب
دعا عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب علي فياض إلى “قراءة المشهد الإقليمي على حقيقته والتقاط الدلالات التاريخية التي طرأت على مسار الصراع مع العدو الإسرائيلي، في هذه الأيام الاستثنائية التي يعيش فيها الكيان الصهيوني حالة ارتعاب شاملة جراء الموقف الإيراني الحاسم في معاقبة الكيان على فعلته العدوانية ضد القنصلية الإيرانية في دمشق”.
وقال خلال احتفال تكريمي أقامه “حزب الله” في حسينية حبوش للشهيد المجاهد عبد الأمير حلاوي: “المنطقة تمر في صلب تحولات كبرى تؤشر إلى حقبة تاريخية جديدة، تقدم فيها الصراع نوعيا مع الكيان الغاصب. ثمة محور إقليمي ممتد من طهران إلى اليمن إلى العراق فسوريا ولبنان وصولا إلى فلسطين يكيل الضربات إلى الكيان الغاصب، وهو محور يتحرك على مدى جيو- استراتيجي فائق الأهمية بالمقاييس الدولية سياسيا وجغرافيا وبإمكانات بشرية وتسليحية متقدمة وبعقيدة سياسية صارمة ويعتبر القضية الفلسطينية القضية المركزية الأولى التي يجب ان تقدم في سبيلها التضحيات وتكرس في سبيلها كل الإمكانات والجهود، وذلك لا ينفصل عن خوض معارك السيادة والحرية والإستقلال لشعوب المنطقة دون هزيمة المشروع الصهيوني وكف يد الاستكبار الأميركي عن الهيمنة على مصالحنا الوطنية والتحكم بمصيرنا والتدخل في شؤوننا الداخلية”.
أضاف: “قفز مسار الصراع مع العدو إلى مستويات متقدمة وتغير الزمن فلم يعد هذا العدو قادرا على العدوان، كما في الماضي، دون أن يدفع ثمنا باهظا، وأن ينال العقاب على جرائمه، وأن يشعر في كل لحظة رغم كل هذا الدعم الدولي أن كيانه مهدد وأمنه واستقراره في خطر وان قدرته على كسب المعارك العسكرية وفرض شروطه السياسية باتت صفرا وأوهاما وأحلاما لا نصيب لها من الواقع. هذه هي النتائج الأولية لمرحلة ما بعد ٧ أكتوبر، والحرب لم تنته بعد، وكل خطوة تصعيدية يمارسها العدو، إنما هي بمثابة هروب إلى الأمام، كي لا يواجه نتائج الهزيمة باكرا، وهي تزيد من التعقيدات والتحديات التي يواجهها وتفاقم من مأزقه الأمني والسياسي”.
ورأى أن “لا مصلحة لبنانية إطلاقا ولا مصلحة لأحد في أخذ البلد إلى مشكلة طائفية أو أن يدفع باتجاه الاحتقان الطائفي. في البلد مشكلة سياسية عميقة لكن المشكلة الطائفية هي عائمة ومفتعلة وغالبا ما تتم تغذيتها بالأوهام والمخاوف التي لا أساس لها. نحن في الداخل ليس لنا أعداء، لأن العداوة تستدعي الصراع. نعم هناك من نختلف معه في السياسة اختلافا جديا وعميقا، وهذه الاختلافات يجب أن تعالج بأدوات سياسية وديمقراطية وفي إطار السلم الأهلي الراسخ، لكننا لا نريد صراعا مع أحد”.
وختم: “اختبر اللبنانيون في تاريخهم محطات عديدة قاسية وسوداء، انحرفت فيها العلاقات بين اللبنانيين عن جادة العيش المشترك، وأدت إلى كوارث لا يزال البلد يعاني من آثارها”.