تحقيقات

“القدرة والرغبة” بقلم: العميد الركن بهاء حسن حلال

كتب: العميد الركن بهاء حسن حلال

“القدرة والرغبة”

أن التفجير الاسرائيلي الذي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت، و الذي اسقط مدنيين ضحايا وجرحى، وأدى إلى ما أدى من دمار وتدمير لبيوت آمنة والى استشهاد القائد الرمز والعملاني الكبير المؤسس مع رفاقه العشر الأوائل للعمل العسكري والميداني في “حزب الله” الحاج فؤاد شكر، “السيد محسن “ومن ثم عملية اغتيال القائد والمناضل والرئيس الأعلى لحركة “حماس” وهما عمليتان مستا شرف الامة الاسلامية والعربية وكما تفاجأ اللبنانيين باستشهاد السيد محسن لكونه بعيد جدا عن الاعلام وعن الظهور ايضا فوجئ العالم بمعظمه باستشهاد الحاج ابو العبد هنية في قلب طهران، عاصمة المقاومة ضد العدوان الاسرائيلي وداعميه وقد شكّلتا صاعقة مدويّة من المفاجآت لمحور المقاومة، وتحوّلت العمليتين في سياق الحرب القائمة منذ بدء طوفان الاقصى، محطة مفصلية ومرحلة جديدة قد تختلف كل الاختلاف لناحية التصعيد على كافة جبهات المقاومة،

إلا أن المقاومة ومحورها استطاعت بتَكيفِها السريع مع الاحداث ان تتميف وتنجح بسرعة بتحويل الأزمة والحدث إلى فرصة للنصر وذلك بتحقيق عدة أمور مهمة منها :

اولاً ـ التكيف مع الحدث الجلل، والعض على الجرح واستبطان الالم، والسيطرة على تداعياته، وعدم الانجرار الى اليأس والاحباط،وعدم التراجع قيد انملة عما تحقق خلال ٣٠٠ من القتال ضد عدو اخرق، واصبح مستقبل القادم من الايام و على ألَمِ ما فات من حزن، بالنسبة للمقاومة وامتها وجمهورها ، اياما جديدا مليئة بالعزم والثبات والقوة انطلاقا من ثبات فكرة التناسب بين القدرة والرغبة

ثانيا ـ الامكانية التي حققتها المقاومة في قدرتها على منع العدو من تحقيق هدفه من الاغتيالات على مستوى الردع وادواته وتكتيكه فقامت بإعادة كرة النار الى حضن العدو محملة بالحرب النفسية والضغط الامني الممزوج بالاشباح السيبرانية حيث بات مطاراته وموانئه واجوائه خالية من الحركة التجارية وغير التجارية فلا طائرات ولا رحلات ولا بواخر ولا سفن ، واصبح يعيش حالة الرعب، وقد ظهرت بافراغ قاعدة رامات دايفيد من الطائرات خوفا من استهدافها وهي القاعدة الاستراتيجية التي من أجل صاروخ سقط بجانبها في عام ١٩٧٣ قصف العدو الاسرائيليمدينة دمشق، وقام العدو ايضا بإفراغ المصانع من خزانات الأمونيوم، وكل المواد الملتهبة والتي من الممكن ان تكون هدفا حيويا للمقاومة، وعمل العدو على إقفال المجال الجوّي، وزيادة التحصينات لمفاصله الاستراتيجية، وشدد الشابك على قياداته السياسية والعسكرية والأمنية ان يكونوا في أمكنة آمنة ومحصنة، مع أنه ومع سروري لذلك ليس هناك من مكان آمنٍ في الكيان بعد الأن…

ثالثا : استطاعت المقاومة أن تحافظ على حرب الاستنزاف التي تؤرق العدو ومن أجلها هرب العدو إلى الأمام بعملياته الهجومية والسهمية ومحورها الاغتيالات وهو يعتقد انها تؤثر على مسار السياق العام للحرب وضرب برأيه مركز ثقل المقاومة معتبرا أن قادتها هم مركز الثقل الاستراتيجية لأجل الزامها بالشروط الاسرائيلية، لكنها اي المقاومة بكل عزم وقوة وثبات اعادت الروح إلى العمليات العسكرية ونشطت حرب الاستنزاف وبقي الرد الموعد يجعل العدو ينتظر الايام والليالي والميدان وسقط العدو في شر اعماله الاغتيالية وعبر عن ذلك ما سرب على مواقع التواصل الاجتماعي وهذا شكل اثباتات اضافية على الانهيار النفسي الداخلي من الخوف والوجل الذي اعترا هذا العدو بعد سماعه خطاب الأمين العام لحزب الله الذي أكد أن الردّ حتمي و شجاع ويعتمد العقل والحزم، وسيكون الرد قويا ومخططا ومدروسا في نفس الوقت وكما كل عمل عسكري يحكمه الميدان، فالرد القادم سترسمه خطوط الميدان وتضاريسه، و”بيننا وبين العدو : كورنيت والماس وفلق والمفاجآت المتوقعة وغير المتوقعة ولا حاجة لنا ابدا لا لطمأنته ولا لمنحه إحداثيات او معلومات.

قريب أو بعيد كان توقيت الرد لكنه اصبح حاصل، ومع عدم وجود حلول في الافق، وعدم وجود أي بقعة ضوء في اخر النفق للخروج من هذه الحرب، ومع الجنون الحاصل من قبل العدو ، ربما نكون بحاجة
الى هذا التوازن في الرعب وإعادة تشكيل مستوى من الردع او على الاقل ، سيشكل الرد مسار حثيث لتحصيل مستوى عال من الردع
أوسع وأشمل وأكبر مما كان، ليكون مقدّمة الإعتراف العدو بالهزيمة والجلوس إلى طاولة تفاوض جدية غير مباشرة، والوصول إلى تسوية، يُعتقد أن حدّها الزمني هو الانتخابات الأميركية.

واخيرا إن العدو الاسرائيلي عالق بين حدين ، اما الهزيمة واما التقهقر رويدا رويدا باتجاه الهزيمة ولم يعد أمامه إلا انتظار الردود القادمة من مختلف الاتجاهات للخروج من حرب لم يتمكن، على مدى٣٠٠ يوم ، من حسمها أو تحقيق أهدافه فيها أو الخروج منها. وكل هذا والمقاومة بشكل جدي لا تريد حرباً واسعة، ولكن مستعدة لها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى