متفرقات

الدكتور علوان أمين الدين يقارب جدليّة الحياة بروايته الفلسفيّة “مودهيرا”

مائة وثلاثون صفحة يقلّب فيها الدكتور علوان نعيم أمين الدين في ذاكرة الشخصيات وفلسفة الحياة والوجود. شخصياتٌ وأحداثٌ من وحي الخيال، يختزل عبرها الكاتب تفاصيل روايته الأولى “مودهيرا”، وهو الأكاديمي والباحث في العلاقات الدولية والدبلوماسية الذي يحمل في جعبته باقة من الكتب والمؤلّفات السياسيّة.

الرواية الأولى في رصيد الدكتور أمين الدين، تقدّم لمحبّي الروايات الفلسفيّة نفحة أدبيّة تسرد حوارًا جدليًّا بين أبطال الرواية “آتمان” و”آينا”. فمن خلال أحد عشر محورًا، يتنقّل الكاتب بين ذاكرة “آتمان” حول طفولته ومرحلة الشباب في بلدته “مودهيرا”، قبل أن يلتقي صدفةً بالزائر الجديد “آينا” ويبدأ صراع الثنائيّ في شتّى الأفكار والمعتقدات والمفاهيم والمسلّمات. من الألم واللّذة إلى أصل البقاء والغرماء الثلاثة، مرورًا بالحب اللامشروط، الصح والخطأ إلى صناعة الواقع ونُدوب المعرفة والأبديّة وغيرها من المحاور.

وفي حبكةٍ متينةٍ لتسلسل الأحداث وسرديّةٍ مشوّقة، يُبحر أمين الدين بالقارئ بين السطور بسلاسةٍ مطلقة وشغفٍ يمنعه من ترك الرواية قبل إدراك نهايتها. ففي جلساتٍ متعدّدة، يتجوّل الكاتب على لسان “آينا” في بديهيّات الحياة، يطرح التساؤلات حولها، يشكّك ويشرح الجدليّات، يثابر على لقاء “آتمان”، يثير فضوله لمعرفة المزيد، فيلحق به القارئ، محاولًا اكتشاف المغزى من أقوال “آينا” وعمقه الفكري وبُعده الفلسفي.

الرواية الصادرة عن “دار أبعاد”، تلامس الأخلاقيّات والحياة الإنسانيّة بأرقى معانيها، تُخرجك من ثوبك التقليدي وتتّجه بك نحو عالمٍ من المفاهيم الوجوديّة. وفي عبارات الكاتب معانٍ ومقاربات عديدة تعبّد الطريق لأسلوبٍ مختلفٍ في تعاطي الذات البشريّة مع نفسها والآخرين، مع الحياة بماضيها وحاضرها ومستقبلها. ويختصر الفصل الأخير حكاية “مودهيرا” بعبارة “إغفر لنفسك وأحبّ خطاياك…بهما ستغيّر حياتك”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى