بشرّي بلدة جبران خليل جبران: تراث غنيّ وطبيعة خلّابة
بقلم الطفلة: جنى الصراف
مدينة بشري، مسقط رأس الأديب جبران خليل جبران، مكان سياحي معروف لدى الكثير من السياح العرب والأجانب ومحبي الطبيعة الخلابة. فالمدينة تتربع فوق وادي قنوبين، وادي القديسين. يستقبلك متحف جبران من المدخل الجنوبي للمدينة وغابة الأرز من شرقها.
لشجرة الأرز أهمية كبيرة لدى اللبنانيين فقد توسطت العلم اللبناني لرمزها للصلابة والشموخ. فكيف لا نزور هذه الأماكن لنثقل فكرنا من روح جبران ونمتع نظرنا بجمال الطبيعة؟
في الصباح الباكر، إنطلقنا من إهدن جنوباً إلى بشري بحافلة كبيرة، وسلكنا الطريق المطل على جمال لبنان، وإذ بالأشجار والأزهار ترافق دربنا مع الأغاني والأناشيد حتى وصلنا إلى محطتنا الأولى، متحف جبران خليل جبران، متحف الفكر والكلمة.
دخلنا المبنى الجميل، وروح جبران تطوف في فكري لتدلني على أعماله من رسوم، وكتبٍ ونصوص، وأشعار ومقالات…
ففي المتحف مكتبة لكل كتبه فوقع نظري على كتاب النبي الذي ترجم إلى معظم لغات العالم لأهميته.
وبعد الإنتهاء من المتحف أكملنا طريقنا إلى غابة الأرز.
ما هي إلاّ هنيهةً حتى وصلنا لإستكشاف المكان. فعند المدخل إستقبلنا المرشد السياحي الذي حدثنا عن الغابة وأهميتها عبر العصور والمحطات التاريخية… وبدأنا التنزه في أرجائها وبين الأشجار الخضراء الشامخة المعمرة عبر العصور.
لكل شجرة قصة محفورة في أغصانها وجذوعها، فترى من خلالها تاريخاً غنياً مع خالقها فأُطلق عليها إسم غابة أرز الرب.
ولجمال وروعة هذا المكان قد إتكأ الشاعر الفرنسي ألفونسو دو لامارتين على أرزة عرفت باسمه واصفاً الأرز اللبناني بذخائر الطبيعة والعهود… وأطلق عبارته الشهيرة طالباً من الوقت أن يقف…
“Ô temps, suspends ton vol ! et vous, heures propices, suspendez votre cours ! Laissez-nous savourer les rapides délices des plus beaux de nos jours!”
فعند المغيب كان منظموا الرحلة ينادوننا للعودة… يا له من يوم جميل وممتع جداً لما إستكشفت من أماكن رائعة وجميلة لاسيما وجدانية في غابة أرز تعانق فردوس الخالق وروحانيات جبران المتجددة.