(نشرة سياسية تصدر عن الدائرة السياسية والعلاقات الخارجية لحماس- غزة)
▪ مؤتمر هرتسليا من المؤتمرات المهمة لدى العدو، يعقد بشكل دوري منذ عام 2000، وتأسس بمبادرة الضابط السابق في الموساد “عوزي آراد”، وينظمه معهد السياسة والاستراتيجية، ويعقد في مركز متعدد المجالات بمنطقة هرتسليا، وأطلق هذا الاسم عليها تيمناً باسم “تيودور هرتزل” مؤسس الحركة الصهيونية.
▪️يشارك في المؤتمر قيادات سياسية وأمنية وعسكرية “إسرائيلية” وكبار الضباط المتقاعدين، وبحضور ضيوف من أوروبا والولايات المتحدة، كما يُشارك فيهِ شخصيات رسمية وغير رسمية عربية وفلسطينية.
▪️تعكس الكلمات في المؤتمر، في العادة، اتجاه الريح في أوساط النخب “الإسرائيلية” المتنفذة، وهناك من يرى بأنه بمثابة “التئام للعقل الجماعي الاستراتيجي المفكر في إسرائيل”، وهناك اهتمام واسع بتلخيصاته وتوصياته، فهي من جهة تعكس تفكير نخب متنوعة، ومن جهة أخرى تؤثر على سياسات مسؤولين في موقع اتخاذ القرار ورسم الاستراتيجيات.
▪️انعقد المؤتمر هذا العام على مدر يومين تحت عنوان “الرؤية والاستراتيجية في عصر عدم اليقين”، وحملت التصريحات خلاله رسائل داخلية “للإسرائيليين” أنفسهم لتوحيد صفوفهم والاستعداد لجميع السيناريوهات.
▪ السائد في مؤتمر هذه العام، الخطاب التصعيدي ضد إيران وحلفائها في المنطقة، وتحدث حول هذا الاتجاه، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، الجنرال أهرون هليفا، والمدير العام لوزارة الأمن، الجنرال إيال زمير، ورئيس مجلس الأمن القومي الحالي، تساحي هنجبي والسابق، إيال حلوتا. وخلاصة حديثهم أن إيران تقترب من صنع السلاح النووي وأن “إسرائيل” مصرة على منعها من ذلك، وهي تحضر نفسها عسكرياً لتوجيه ضربة للمرافق النووية الإيرانية، بمشاركة أمريكية ودولية إذا أمكن، وإن لا فإن “إسرائيل” ستفعل ذلك وحدها.
▪ أمّا فيما يتّصل بالملفّ الفلسطيني، فسادت أيضاً المقاربة التقليدية القائمة على إدارة الصراع في الضفة الغربية من دون فتح أيّ أفق للتسوية، والمحافظة على “الستاتيكو” القائم في قطاع غزة، فيما بدت لافتةً نصيحة وجّهها هرتسي هليفي بضرورة ترميم السلطة الفلسطينية وإعادة تمكينها.
▪️على صعيد الوضع الداخلي للكيان، حذر رئيس الهستدروت في كلمة له خلال المؤتمر، وقال نصاً: “لم يكن الوضع الاجتماعي هنا في إسرائيل قط قطبياً وخطيراً وإشكالياً كما هو الآن. إننا نتحول من دولة جميع مواطنيها إلى دولة جميع قبائلها. القبيلة العلمانية، القبيلة الأرثوذكسية، قبيلة المستوطنين، قبيلة التكنولوجيا الفائقة، والقبيلة اليسارية، والقبيلة الشرقية. أسأل -هل خرجنا عن القضبان؟”. وهو كلام خطير يعبر بعمق عن الحجم الحقيقي للتفكك والانقسام الداخلي داخل الكيان. وتعتبر كلمة الهستدروت من أهم الكلمات الواجب الالتفات اليها في المؤتمر الأخير؛ لكون هذه المنظمة لها ثقل كبير في “إسرائيل” سياسياً فهي تعتبر دولة داخل الدولة.
▪ كما أعلن رئيس هيئة الأركان هآرتسي هاليفي، خلال كلمته بمؤتمر هذا العام، عن خطته المتعددة السنوات، التي يعبر فيها عن رؤيته وفلسفته إزاء جيش الاحتلال، والبيئة التهديدية والفرص والعراقيل المستقبلية أمام “إسرائيل”، دون الإعلان عن اسمها بعد، ربما لعدم اكتمال محاورها.