سياسة

الجميّل : جرّ لبنان إلى الصراع العسكري خيانة عظمى وحزب الله يستغل القضية الفلسطينية ليبرر وجوده ويوسع نفوذ إيران

أكد رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل أن “موقف حزب الكتائب التاريخي منذ تأسيسه العام 1936 والذي سبق تأسيس إسرائيل وكل المأساة التي لحقت بالشعب الفلسطيني واضح ومستمرون بالموقف نفسه من أن للفلسطينيين الحق في دولة مستقلة وهذا موضع إجماع لدى كل اللبنانيين”، موضحًا أن “ما نختلف عليه مع جزء كبير من اللبنانيين هو أننا نرفض جرّ لبنان إلى الصراع العسكري من دون أن يكون هذا القرار ناتجًا من إرادة الشعب المتمسّك بمؤسّساته الشرعية وأن يُجرّ من حزب لديه أجندة معينة في هذا الصراع”.

وقال الجميّل في مداخلة عبر تلفزيون “الجديد”: “نعتبر أن هذا القرار سيادي يأخذه الشعب اللبناني عبر مؤسساته الشرعية ولا يحق لأحد أخذه عن اللبنانيين لأنّ تبعاته خطيرة جدًا ولبنان دفع كفاية ثمن القضية الفلسطينية وكلنا نعرف ما حصل في البلد منذ فترة طويلة. الوقت حان ليأخذ لبنان عطلة عن الحروب والصراعات والدماء وعن كل ما يمكن أن يدمّره ويدمّر اقتصاده ويقتل شعبه”.

وأردف: “دفعنا فاتورة غالية وحان الوقت لنرتاح كي نبني أنفسنا ونساعد الآخرين. ولا يمكننا مساعدة الآخرين في الحالة التي نحن فيها”.

وأشار الجميّل إلى أن “حزب الله لا ينتظر غزو غزّة، فقد ربط نفسه بمحور وبقرار ما يسمّى بتوحيد الساحات وبإيران وقرارات إقليمية لا علاقة لها بمصلحة لبنان”، مبديًا تخوّفه من “أن يدفع لبنان ثمن هذا الربط”.

ولفت إلى “مآسٍ كثيرة حصلت وآخرها إبادة الشعب السوري على أرضه”، مشيرًا إلى “سقوط 300 ألف ضحية ببراميل متفجرة من النظام السوري وللأسف جزء منها انفجر في مرفأ بيروت”، وقال: “رأينا نتيجته على مدينتنا وبالتالي إن كان لدينا هذا المعيار فكان يجب أن يكون كل الشعب اللبناني الى جانب الشعب السوري ويدافع عنه وليس للقضاء على ما تبقى من سوريين على أرض سوريا، وبالتالي لا يمكن أن نعتبر أن لدينا واجبًا قوميًا ننساه ساعة نريد، إلا إذا كان السوريون أقل عروبة من الفلسطينيين”.

وتابع: “لقد دفع لبنان غاليًا وحان الوقت لأن يوقف الدخول في صراعات عسكرية لا طاقة له على الدخول فيها. نرفض بشكل كامل أن يجرّ أيٌّ كان الويلات على الجنوب وأهله والشعب اللبناني برمّته، لأنه لا يمكن الجزم بعدم توسع الصراع وامتداده في ظل مشاكلنا من الوجود السوري والأزمة الاقتصادية والمالية والمؤسسات المعطلة والمشاكل البنيوية، خصوصًا اننا لم نرَ دولة عربية تحرّكت حتى من يزايدون علينا بالممانعة والمقاومة، فهم يتفرجون من النظام السوري وغيره”.

وسأل: “لماذا سيتحمل لبنان وحده هذه المسؤولية في وقت أن الدول العربية تقوم بمحاولات لمعالجة الوضع وليس الدخول على خط الدماء والعنف؟”.

ورأى أن “من الواضح أن حزب الله ملتزم بالاتفاق مع إسرائيل بعدم إشعال الحدود اللبنانية الإسرائيلية”، واصفًا “الاتفاق بين الدولة وإسرائيل في الترسيم البحري بأنه مزحة، فالاتفاق حصل بين حزب الله وإسرائيل لأننا كممثلين عن الشعب اللبناني لم نُعطَ الحق بمناقشته حتّى، وبالتالي قرارنا مخطوف والمؤسسات مخطوفة ومن فاوض في ملف الترسيم هو حزب الله”.وأوضح رئيس “الكتائب” أن “قواعد الاشتباك تم تكريسها بالخطابات والتصرفات اليومية، فحزب الله لا يريد الدخول في المعركة، لكن مجرد أنه جزء من المحور وينفذ أجندة إيران وتحالفه العسكري مع حماس سيتحمل المسؤولية وليس هو فقط بل نحن أيضًا سنتحمل مسؤولية أدائه وارتباطاته وهذا ما نرفضه”.

ورأى أن “قضية حزب الله هي نفوذ إيران في المنطقة وتوسيع نطاق هذا النفوذ وهو يستغل القضية الفلسطينية ليبرّر وجوده ويوسّع نفوذ إيران في المنطقة والواضح أن على الفلسطينيين أن يكونوا أسياد أنفسهم ويقرروا مصيرهم”.

وقال: “من المؤكد ان طريقة تعاطي الإسرائيليين مع الفلسطينيين أدت الى ظلم لم تشهده البشرية، فهناك شعب بكامله غير قادر على العيش بكرامته في وطنه وهذا ينطبق على شعوب أخرى منها الشعب الكردي على سبيل المثال وأهالي ناغورنو كاراباخ في أرمينيا”.

وحمّل رئيس الكتائب المسؤولية للمجتمع الدولي “في الوصول الى نتيجة تحقق العدل ويكون هناك دولتان فلسطينية وإسرائيلية تتعايشان جنبًا إلى جنب من دون أن ينتهك أحد الشعب الآخر وهذا أساس المبادرة العربية للسلام”، وقال: “ما نحذر منه هو جر لبنان الى الصراع ونعتبره خيانة عظمى لأن فريقًا يورّط كل اللبنانيين في ما لم يقررّوه فلنا الحق في تقرير مستقبلنا”.

وتابع: “لدينا عمل يجب القيام به لكي لا يضعنا أحد أمام خيارات سيئة، فقد حصلت في العام 2006 ولا أحد يريد تكرار التجربة”.

وعن التعامل مع اشتعال جبهة الجنوب، سأل: “هل تريدون منّا القبول بفكرة تحمّل مسؤولية قرارات حزب الله وخياراته وأن يُدخل البلد عرض الحائط ويجرّ الشعب اللبناني إلى القتل والمذابح ونكون جمعية دفن موتى ندفن أهلنا وشبابنا في لبنان؟ إن كان هذا ما يطلبونه منّا سنجيب بالفرنسية لأن الشباب يبدو أنهم بوجود الوساطات الفرنسية صاروا يتحدثون الفرنسية: Non Merci”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى