نداء لـ”الشيوعي” في سنته المئوية: لا خيار لنا الا المقاومة بكل ما ملكت أيدينا
اعلنت اللجنة المركزية في الحزب “الشيوعي اللبناني” في بيان، انها افتتحت اجتماعها اليوم، “بالوقوف دقيقة صمت اجلالا واكبارا لشهداء الملحمة البطولية التي يسطّرها الشعب الفلسطيني ومقاومته البطلة التي تخوض في قطاع غزة معركة مفصلية غير مسبوقة في تاريخ الصراع العربي – الصهيوني”، وأكّدت أن “ما يبديه الشعب الفلسطيني ومقاومته من صمود اسطوري أمام آلة الحرب الأطلسية – الصهيونية، سيكون له تأثيره الحاسم، لا على صعيد اسقاط مشروع تصفية القضية الفلسطينية فحسب، بل على صعيد المنطقة عموما ومشاريع التطبيع خصوصا”.
وتوقفت عند “هول مذبحة الأبادة الجماعية المستمرة التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في غزة، بدعم أميركي – أطلسي وتواطؤ رجعي عربي”، فأكدت أن “حرب الإبادة الجماعية هذه، انما تندرج في اطار تنفيذ خريطة الشرق الأوسط الجديد التي عرضها بنيامين نتنياهو قبل أسابيع في الأمم المتحدة وأمام العالم أجمع، الأمر الذي يعكس جذرية المشروع وخطورته الذي طاول ويطاول دول المنطقة عموما ومنها لبنان، وهو ما يفسّر حجم تصعيد اعتداءات الكيان الصهيوني على قطاع غزّة والضفة وعلى أهلنا في الجنوب، حيث يستمرّ احتلاله وامعانه في نهب ثروتنا المائية والنفطية والغازية بشتى الطرق والوسائل والأدوات”.
واكدت اللجنة الموقف الذي اتخذته منذ بداية المذبحة ومبادراتها وتحركاتها “الداعمة لقضية الشعب الفلسطيني ومقاومته التي تصدّرت المشهد العربي والدولي ببطولاتها ودماء شهدائها وأعادت فلسطين كقضية العرب المركزية في التحرر الوطني والاجتماعي للشعب الفلسطيني وللشعوب العربية عموما، وهي القضية التي لطالما حملها الشيوعيون والتقدميون وكل أحرار العالم ولا يزالون، فكان نزول الملايين من شعوبنا العربية ومختلف شعوب العالم الى الشوارع، منتصرين للقضية ومطالبين بوقف حرب الإبادة الجماعية، في مشهد أممي تضامني قلّ نظيره في الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني بالعودة واقامة دولته الوطنية المستقلة على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس”.
وشددت على أن “القومي”، “كان ولا يزال شريكا شراكة الدم في الانتصار لقضية فلسطين وشعبها الذي لا يزال الوحيد في العالم الواقع تحت ظلم الاحتلال واجرامه”، ورأت أن “تحرّر هذا الشعب كما الشعوب العربية عامة، يعتبر مسؤولية وطنية وقومية واجتماعية ضد الهيمنة الامبريالية والصهيونية وأنظمتها العربية التابعة لها والمطبّعة مع العدو”.
نداء
ولفتت الى انه “انطلاقا من هذه المسؤولية التاريخية، ومن موقع حزبنا وموقفه المستمر في التمسك أكثر من أي يوم مضى بقضية التحرر الوطني والاجتماعي لشعبنا اللبناني، القضية التي يتجدّد بها شباب حزبنا وجذور سنديانته الحمراء الخالدة، تفتتح اللجنة السنة المئوية لحزبنا باطلاق نداء إلى شعبنا اللبناني والى الشيوعيين واليساريين والوطنيين على امتداد مساحة الوطن، الى كل الذين ملأوا الشوارع والساحات، دفاعا عن القضية الوطنية وعن حقوقهم السياسية والاجتماعية، وطننا اليوم ينادينا، مصيره في خطر وجودي، انقاذه يتوقف علينا وعلى وحدتنا وشجاعتنا، فتعالوا نستذكر تاريخنا، تضحيات شهدائنا والقادة والأبطال الذين رحلوا وأودعونا الأمانة “من اجل وطن حرّ وشعب سعيد”، لنكن على العهد الذي قطعناه لهم، لنحفظ الأرث التاريخي العظيم الذي تركوه لنا، استمدّوا من تاريخكم ومن كفاحكم على كل الجبهات، ومن تضحيات شهدائكم أينما سقطوا وفي كل الميادين، استمدوا منهم القوة والعزيمة، انتم اليوم امام عدوان أميركي أطلسي على منطقتنا ولبنان جزء منها امام عدو صهيوني عنصري توسّعي لا حدود لكيانه وأطماعه، ما يرتكبه من جرائم في غزة وفلسطين هو ما سبق ان ارتكبه ضد لبنان وشعبه وشعوب منطقتنا العربية بدعم أميركي اطلسي، هذا هو تاريخه الأسود. اليوم فلسطين وغدا لبنان، مقاومته واجب وطني وقومي واجتماعي وانساني، كسر عدوانه مهمة مقدسّة لا تحتمل التأجيل والمساءلة. حملنا وسنبقى نحمل اليوم وكل يوم راية جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، جبهة التحرر الوطني والاجتماعي، جبهة عابرة للطوائف والمناطق دفاعاً عن كل لبنان، جبهة حاضرة في كل قضايا شعبنا الوطنية والسياسية والاقتصادية – الاجتماعية، فالى الانخراط في صفوفها شبابا وشابات، رجالا ونساء، مقاومةً للعدوان والاحتلال الصهيوني متى تعرّض لبنان له، فلا خيار لنا الا المقاومة، مقاومة بكل ما ملكت أيدينا من سلاح وقدرات وامكانات، هذا هو تاريخ حزبنا، حزبا مقاوما منذ تأسيسه، هكذا كان وسيبقى كما هو اليوم جزءا من هذه المعركة وفي قلبها، عهدنا لشعبنا اللبناني البطل ولشعبنا الفلسطيني الصامد في غزة وفي كل فلسطين، ولشعوبنا العربية وشعوب العالم وأحراره بأن تبقى المعركة مفتوحة ضد الصهيونية والإمبريالية و أدواتها”.