مذكرة نداء الى القمتين العربية والإسلامية حول العدوان على فلسطين
وفد من الاتحاد النسائي الوطني يسلم سفارات مصر وفلسطين والسعودية والكويت والجزائر وتونس مذكرة نداء الى القمتين العربية والإسلامية حول العدوان على فلسطين
قام وفد من الاتحاد النسائي الوطني، عضو المؤتمر الشعبي اللبناني، بزيارات إلى سفارات عدد من الدول العربية في لبنان، وسلمها مذكرة بنداء حول العدوان الصهيوني البربري على فلسطين، موجه من حرائر لبنان إلى القمتين العربية والإسلامية المنوي عقدهما في الرياض السبت والأحد المقبلين.
وشملت الزيارات كل من سفارات مصر وفلسطين والسعودية والكويت والجزائر وتونس.
وجاء في النداء: من حرائر لبنان الى القمتين العربية والاسلامية المنعقدتين في بلاد المملكة العربية السعودية، نداء الدين والعروبة والإنسانية
نيابة عن شهيدات غزّة المظلومات، نيابة عن كل أم تكفّن وليدها بيديها وتغسله بدموع عينيها، نيابة عن نساء فلسطين المكلومات، وعن كل امرأة عربيّة ومسلمة تقف مشدوهة أمام المجازر الصهيونيّة المتواصلة بحق الفلسطينيّين منذ قرابة قرن من الزمن بحماية اميركيّة- استعماريّة – أطلسية، وصمت دولي مشبوه. نيابة عن كل هؤلاء، نوجّه اليكم من حرائر لبنان الحضارة والثقافة والصمود والإباء ومقاومة المحتل والغاصب، هذا النداء ، نداء الدين والعروبة والانسانية، وانتم تلتقون على ارض الحرمين الشريفين للبحث فيما تتعرض له غزّة من مجازر والقضيّة الفلسطينيّة من محاولات وأد وإنهاء.
1- ان المذابح التي ترونها اليوم في غزّة ويراها العالم أجمع ، هي ليست وليدة الساعة ولا هي رد فعل على بطولة المقاومة وشجاعتها يوم 7 تشرين الاول الماضي، انها جزء من سلسلة مجازر صهيونيّة لم تنقطع منذ العام 1936، حتى اليوم. انكم تذكرون ولا شك مجازر دير ياسين، وكفر قاسم، وحولا، وبحر البقر وقانا، وغيرها من المجازر التي يندى لها جبين كل انسان حر وشريف وبعيد عن العنصرية. هذه المجازر ليست رد فعل على فعل مقاوم ، بل انها جزء من مخطط اوسع وأشمل. فكما كانت مجازر العام 1948 تهدف الى تفريغ فلسطين من أهله واحتلال فلسطين، فإن مجازر غزة اليوم تهدف الى “ترانسفير” فلسطيني من غزة والضفة الغربية وكل ارض فلسطين التاريخية لقيام الدولة العنصرية الصهيونية، حيث حدودها من النيل الى الفرات. ان هدفهم اليوم تنفيذ مخطّطات برنارد لويس بتقسيم سبع دول عربية والسيطرة عليها، وإقامة اسرائيل الكبرى. انهم يعملون على تهديد الأمن الوطني لمصر وللملكة الأردنية، وهما دولتان تقيمان علاقات” سلام وتطبيع” مع العدو، وهذا التهديد لن يقتصر على هاتين الدولتين بل انه تهديد حقيقي لكل دولة عربية خليجية كانت او غير خليجية.
2- ان ” اسرائيل” بوصفها كيانًا غاصبًا ضربت وتضرب عرض الحائط بقرارات الشرعية الدولية وتتنكر لمعاهدات السلام واتفاقات التطبيع، ولا تقيم وزنًا لوعد او عهد. انها ترى في سعيكم الى السلام بغير قوة مجرد استسلام امامها، والمثال الأوضح هو عدم تنفيذ اي بند من بنود خطة السلام العربية التي اقرتها قمة بيروت عام 2002. انها ترسل رسالة للعالم أجمع انها لا تفهم غير لغة القوة، والقوة ليست فقط سلاحًا وقتالًا في غزة وعلى جبهات المواجهة، انها ايضا قوة الموقف العربي والاسلامي حيث في هاتين الأمتين قوة لو فعلت لغيرت وجه التاريخ كله، ولغيرّت مسار العالم من عالم يقوم على منطق القوة ضد الحق الى عالم يقوم على منطق قوة الحق.
3- لقد عاش العالم أكذوبة اعلامية كبيرة، مفادها ان الجيش الصهيوني لا يقهر، فإذ بهذا الجيش وبعد هزيمته امام الجيشين العربيين المصري والسوري عام 1973، ينهزم امام المقاومة في لبنان وأمام بضع مئات من المقامين المحاصرين في غزة هاشم. انه جيش مهزوم لا يخيف طفلًا ولا يقوى على مواجهة مقاتل آثر لنفسه احدى الحسنيين: النصر او الشهادة.
4- مجازر غزة اليوم بأهدافها المتمثلة بتهجير الفلسطينيين مرّة اخرى من ارضهم، هي اشبه ما تكون في اهدافها وتأثيراتها وتداعياتها بنكبة العام 1948. فالنكبة لم تنه الشعب الفسطيني ولا القضية الفلسطينية لكنها ادت الى ثورات عربية أطاحت بأنظمة عربيّة وأنهت الاستعمار القديم وغيرّت وجه دول: كثورة يوليو الناصرية في مصر عام 1952 ، وثورة المليون شهيد في الجزائر، وغيرها. ان انتصار غزة على قاتليها من صهاينة وأميركيين هو نصر لكل عربي ومسلم، ومصلحة لكل دولة عربية واسلامية، فيما هزيمتها ستشكل ارضية لثورات في اكثر من ارض عربيّة واسلاميّة.
5- ان العالم بمشرقه ومغربه، بجنوبه وشماله ووسطه، بأطفاله وشيوخه، بنسائه ورجاله، يتطلع الى ما سوف يصدر عنكم في القمتين العربية والاسلامية، والأمل ان تكون قراراتكم على قدر تطلعات الشعوب المنتفضة على الظلم ، والطغيان في كل عواصم العالم. ان الجميع ينتظر منكم قرارت حاسمة، وانتم تملكون القوة والتأثير، ففي يدكم مفاتيح النفط الذي تحتاجه اوروبا في موسم الشتاء بخاصة، وبيدكم مفاتيح المال الذي تحتاجه اميركا المأزومة اقتصاديًا، وتحت إمرتكم الملايين من الجيوش التي تملك اعتدة وعتادًا متقدمًا، انكم تملكون السلاح النووي الذي هدد به وزير العدو، والأهم من ذلك كله ان لديكم الحق الذي يعلو ولا يعلى عليه. أفرضوا قرار وقف النار فورًا، او قطع البترول وطرد سفراء الكيان وقطع العلاقات الديبلوماسية مع الدول الداعمة للعدوان فورًا. افرضوا ايصال المساعدات بالطائرات العسكرية المصرية والاردنية ، وافرضوا فتح معبر رفح بالقوة وبتغطية عربية واسلامية لجيش مصر. قفوا بقوة ضد تهجير الفلسطينيين من ارضهم ان لم يكن من أجلهم فمن اجلكم انتم، من اجل أمنكم ومن اجل تنمية مجتمعاتكم وحفظ ثرواتكم الوطنية. كونوا كما قالت حكومة الكويت انكم ستبنون مدنًا عربية واسلامية في غزّة وانكم لن ترضوا بترحيل اي فلسطيني من ارضه التي رواها بدمائه ودماء أجداده على مر التاريخ.
6- ان قمتكم العربية وقمتكم الإسلامية هما قمتان تاريخيتان، وما سيصدر عنهما، سيترك تفاعلات لعقود قادمة. ان المقاتلين على ارض المعركة اختاروا بين اثنين: الشهادة او النصر. وأمامكم انت خيار ايجابي واحد هو: الوقوف الى جانب اصحاب الحق وانتم منهم، حق فلسطين والأمة في الحرية والتقدم والعيش بكرامة.
7- انه نداءٌ منّا، نحن حرائر بيروت ولبنان، نيابة عن حرائر الأمتّين العربيّة والاسلاميّة اليكم ايها الملوك والرؤساء والأمراء العرب والمسلمون المجتمعون في الرياض يومي 11 و 12 تشرين الثاني 2023.
بيروت في 9 تشرين الثاني 2023