الاسكوا أحيت اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني
الاسكوا أحيت اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني: 75 سنة من النكبة نتيجة عدم تطبيق القانون الدولي
🔹كلاس ممثلا ميقاتي : إبن كرامة وايمان وقيم ومن كان مجبولاً بهذه الثلاثية يصمد ويصبرولن يموت
أحيت اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني عبر حفل رسمي افتراضي أُقيم لهذه المناسبة.
افتُتح اللقاء بتلاوة رسالة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أكّد فيها أن “هذا اليوم هو يومٌ لإعادة تأكيد التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني وحقِّه في العيش في سلام وكرامة، وعلى ضرورة وقف انتهاكات القانون الدولي الإنساني في غزّة”. كما أكّد “ضرورة أن نكون متّحدين في المطالبة بإنهاء الاحتلال ووقف الحصار المفروض على القطاع”.
أما كلمة الاسكوا، فألقتها وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية رولا دشتي أعربت فيها عن “بالغ ألمها لما تشهده من مشاهد قتل لأطفال داخل المستشفيات بعد تجويعهم وقصف منازلهم”، مشيرة إلى أن “أكثر من مليون طفل فلسطيني وُلِدوا وعاشوا تحت الحصار في أكبر سجن مفتوح في العالم”. وشدّدت على “أهمية معالجة الأسباب الجذرية للنزاع من خلال تطبيق القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لتحقيق السلام العادل المستدام، بما يضمن حصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة، وعلى رأسها حق تقرير المصير”.
كلاس
و ألقى وزير الشباب والرياضة جورج كلّاس كلمة لبنان، ممثّلًا رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، مؤكّدًا “دعم الشعب اللبناني وحكومته للقضية الفلسطينية منذ أول نكبة في عام 1948”. وحيّا “صمود الشعب الفلسطيني وشجاعته، هو الذي يناضل من أجل الحرية والعدالة والحقوق”.
ودعا “لمحاسبة إسرائيل على جرائمها ضد الفلسطينيين، وبخاصة تلك التي ترتكبها في غزّة، ولتحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته من أجل إنهاء الاحتلال وإعمال حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم”.
وقال كلاس في كلمته بعنوان :”فلسطين … الكيانية المجدية”:”كثيراً ما نتذكر فلسطين ونمجد القدس ونتفاخر بنضالات اهلها وإستشهاداتهم، ونتعاظم بتضحياتهم المستمرة منذ عقود، ونبكي لبكائهم رافعين شعار: انَّما دمكم دمنا … ودمعكم دمعنا ونصركم نصرنا .. اليوم، نعيش فلسطين، لا نتذكرها”.
أضاف :”في (اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني)، نتماجدُ كِبَراً، أن ننتصر لفلسطين القضية، وفلسطين الشعب الجريح، فلسطين إلتاريخ، فلسطين حارسة الايمان، فلسطين ارض القدسيات، فلسطين الكاتبون اهلُها اسطورةَ المقاومة الشعبية بنضالاتها الميدانية، جهاداً وحراكاً وصبراً وعناداً بالحق.
باسم دولة رئيس مجلس الوزراء الاستاذ نجيب ميقاتي، يشرفني ان انقل للشعب الفلسطيني، ومن على هذا المنبر الدولي، تحيات الجمهورية اللبنانية وتضامنها الكلي مع الشعب الفلسطيني في نضالاته المشهودة، وسعيه الدائم بكلفة الدم، لنيل حقوقه وتأكيد حضوره، وتذكير العالم بانه شعب مظلوم، مقهور، مشتت، لكنه شعبٌ عنيدٌ بصلابته، قويٌ بعزيمته، وإبنُ كرامةٍ وايمانٍ وقيم. ومَنْ كان مجبولاً بهذه الثلاثية، يصمد، يصبر، ولن يموت .. كل يوم يشهد شاهدٌ من شعبها انها عصيةٌ على الموت، وتليقُ بها الحياة”.
وتابع كلاس :”ان استعادة الحق بالحياة الكريمة، هو دستورٌ دوليٌ، وحَقٌ انساني، وناموسٌ حضاري، وليسَ مِنَّةً من احد .. فالحق بالسيادة والحرية والإعتراف بالاستقلال ضمن خطوط حزيران 1967، هو حق فلسطيني خالص وموقف واضح، وفق مبادرة السلام العربية، وقرارات الشرعية الدولية، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان .. هو حق، خارج اي نقاش او جدل؛ فلا هو عطيةً تعطى، ولا هديةٌ تهدى، بل اعتراف بالعدالة، وتذكيرٌ بشعب وارض، ذكرتهما الكتب السماوية، وقدَّستِ القدسَ مهداً للديانات ومَبْشَراً للرسالات، فأضحت القدس بمهدها وأقصاها، فردوساً ارضياً وايقونةً روحية تلتقي في نمنماتِ رسومها وفنياتِ كتابتها، الروحانياتُ والقيمُ والسلاميات”.
وقال :”مجدية محبّةٍ لفلسطين، الصامدة داخلا، والمناضلة خارجاً، والمجاهدة في غزَّة، والرافعةِ الصوتَ، أنّى وُجِدَ فلسطينيٌ، وحيثُ استيقظ ضمير.
فلسطين التي طال عمر قضيتها، لا بدَّ ان تنتصر على الجرم التاريخيّ اللاحق بها .. لا بدَّ ان يعوّد إليها السلام، ليستقرَّ الامن العالمي.
فلسطين ستبقى لشعبها وللعالم، وتعود دولة ذات سيادة، فلسطين هي اكثر من دولة، فلسطين هي فلسطين”.
وختم كلاس :” تحية طيبة من لبنان للشعب الفلسطيني في يوم التضامن، الذي هو عندنا يومٌ مفتوح بلا عدٍ ولا حساب، وخارج روزنامة الزمن.
ووقفة تقدير وإعتبار تاريخي لأهل غزة بصمودهم و تضحياتهم. المجدُ للقدس، بمنشئها وتاريخها وحضورها وروحانياتها، والشكر للامم المتحدة لإحيائها اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ولكلِّ مَنْ ناصر قضيةً وذكّرَ بحق ومات فداءً عن كرامته وإستبسلَ من اجل حقه بالحياة والكرامة والعدالة الإنسانية”.
اشتية
وعبر كلمة مسجلة، ألقى رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية كلمة دولة فلسطين أكد فيها “وحدة الأرض الفلسطينية المحتلة، وأن الشعب الفلسطيني يرفض عزل غزّة عن سائر فلسطين”. وشدد اشتية على “ضرورة الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزّة ووقف القمع والتصعيد ضد سائر الفلسطينيين”. ودعا إلى “تشكيل جبهة دولية عريضة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية”.
وكان ضيف الحفل المدير التنفيذي السابق لمنظمة هيومان رايتس واتش كينيث روث، الذي استعرض انتهاكات القانون الدولي التي تُرتكَب في غزّة، وشرح كيف أن العديد منها يشكل جرائم حرب، وفنّد التبريرات التي تقدّمها إسرائيل لهذه الانتهاكات.
وأكّد “ضرورة قيام محكمة الجنايات الدولية بتسريع عملية محاسبة إسرائيل على جرائم الحرب التي ترتكبها ليس فقط في غزّة، بل أيضًا من خلال نشاطها الاستيطاني في الضفة الغربيّة، بما فيها القدس الشرقية”.
يشار الى أنّ الأمم المتحدة تحيي اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في 29 تشرين الثاني من كل عام في ذكرى صدور القرار 181 عام 1947 الذي يُعرَف بقرار تقسيم فلسطين.