عبد الفتاح ناصر ابن بيروت الامين لتراثها العروبي الناصري
بقلم أ.معن بشور
في كل اجتماع او ندوة او منتدى كنت التقيه كان في صوت عبد الفتاح ناصر الهادر ما يعيدنا الى زمن كانت العروبة قادرة على ان ترتقي فوق كل العصبيات الضيقة ، والى ايام عاشتها امتنا مع زعيمها الخالد الذكر جمال عبد الناصر، الذي يبقى انجازه الاكبر انه اعطى الامة، ومعها كافة الشعوب المظلومة قدرتها على مواجهة اعدائها، والتحرر من قيودها.
فهذا المناضل الناصري ابن بيروت ،والقيادي في حزب الاتحاد بقي طيلة حياته النضالية اميناً على تقاليد مدينته ، التي بقيت عاصمة للوفاء والعطاء لانبل القضايا واشرف القادة.
ورغم ان ظروفاً عدة قد حالت دون ان التقيه في المراحل الاخيرة من حياته الحافلة بالايمان والنضال لكنني على ثقة ان ” ابا يحيى” قد امضى الاشهر الاخيرة يتابع بألم وأمل ، بحزن وفخر ، بطولات المقاومة في غزة وفلسطين واكناف فلسطين، ومحارق العدو ، ويملأه الاحساس بالاعتزاز ان نضاله ونضال اخوانه لم يذهب هدرا، وان ما قاله يوماً معلمه وقائده جمال عبد الناصر بأن “ما اخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة” ،وان الامثولة التي قدمتها مدينته بيروت بطرد الغزاة من شوارعها بعد حصار استمر 90 يوماً، يجري الاقتداء بها في كل ارض محتلة.
لم يكن عبد الفتاح ناصر اسماً لامعاً تتصدر صوره وسائل الاعلام والتواصل، لكنه كان واحداً من المناضلين بصمت، المساهمبن في صناعة التصدي لمرحلة تعرّض فيها وطنه العزيز لبنان وامته الشامخة لشتى المخاطر والتحديات .
ولعل التئام القوى الناصرية في لبنان في لقاء دوري جعله يودعنا وهو مطمئن الى ان احد اماله بجمع الناصريين في لبنان قد بات يتحقق على امل ان ياتي فيه يوم يرى وحدة كل الوحدويين والنهضويين والمقاومين في الامة تتحقق لكي يكون لأمته شان في هذا العالم وان تسقط كل محاولات الايقاع بينهم، والتي يتفنن اعداء الامة في ابتداع الوسائل لتحقيقها.
عبد الفتاح ناصر جمع في اسمه الفتح والنصر على ما جاء في القرآن الكريم “اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا”