العميد الركن بهاء حلال: الهدف القادم هو ما يجري حول ممر “فلادلفيا” في رفح المصرية
كتب: العميد الركن بهاء حلال
برأيي ان ممر فيلادلفيا المتموضع على الحدود المصرية – مع غزة الفلسطينية ومع اتهامات العدو الاسرائيلي أن كتائب القسام تقوم باستخدام هذا الممر لتهريب الأسلحة والمعدات من مصر إلى غزّة.
مهربون إسرائيليون اختاروا بيع الأسلحة للمقاومين الأبطال
وقد صرح العديد من السياسيين الاسرائيلين في حكومة الحرب وبعض الاعلام في الكيان المؤقت تصريحات قوية باتجاه ان المعبر هذا او الممر هو مسرب مهم لتهريب الاسلحة للقسام وغيرها من المنظمات الفلسطينية واخره كان قبل حوالي أسبوعين رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو الذي طالعنا بتصريحات غريبة وعجيبة عن الممر ، ورد عليه بعض المسؤولين المصرين بحدة وحزم وطلبوا من هذا العدو أن يبحث بعيدا عن ممر فيلادلفيا عن مهربي الأسلحة.. وبالاحرى طلب المصريين من العدو ان يبحث عمن يهرب الاسلحة في حضنه خصوصاً أن كثيراً من العتاد و الأسلحة الموجودة في غزّة، استنادا الى ما سمعناه من بعض المسؤولين المصريون لها مصدر واحد هو : مهربون إسرائيليون اختاروا بيع الأسلحة للمقاومين الأبطال، علماً أن من واجب الجمهورية العربية المصرية، ككل بلد عربي ومسلم، أن تدعم أهلنا الفلسطينين في غزّة بكل ما يحتاجونه من سلاح وغذاء ودواء وكل ما يدعم صمودهم في ارضهم مقابل هذا الاحتلال المتغطرس ، ودعم الصمود الشعبي لانتزاع حقهم في الحياة في دولة مستقلة حرة ذات سيادة فلسطينية، هذا التقاذف الكلامي الدائر اليوم بين مسؤولين صهاينة وبين مسؤولين مصريين، في كل وسائل الاعلام قد يتطور إلى ما لا يحمد عقباه وهو ما نقصد به أكثر من التصريحات والتصريحات المضادة، وبالتالي فإن دولة مصر العربية التي تتعرض منذ سنوات وسنوات لضغط أمريكي شديد باسم حقوق الإنسان، والحرية والاستقلال ولظلم في موضوع سد النهضة، والضغوط المالية والاقتصادية، وهبوط سعر العملة المصرية مقابل الدولار ، مصر والتي رفضت المشاركة في الحرب العالمية على سورية، ورفضت الانضمام الى الحلف البحري في البحر الاحمر ضد اليمن ، وقصص أخرى وقضايا مصيرية أخرى مرشّحة لأن تكون مادة وجبهة جديدة في هذه الحرب المستمرة والممتدة من غزّة إلى الضفة إلى جنوب لبنان إلى سورية والعراق واليمن وصولاً إلى إيران.
فهل تذهب الأمور باتجاه صدام عسكري كبير إذا لم يتم تراجع الصهاينة في هذه الأيام. ؟
في كل الأحوال نلتفت إلى ما يجري في رفح من هدم للبيوت الفلسطينية من أجل أن تبقى الحدود مع مصر منظورة وتحت السيطرة أمام جيش العدو، فهذه الجبهة ربما تجد نفسها بعد فترة قصيرة أمام مواجهة سياسية وعسكرية قد تؤدي إلى إلغاء مفاعيل اتفاق “كامب دايفيد” الذي ينص بصراحة على وضع هذا الممر تحت السيطرة المصرية الكاملة، أو ربما إلى صراع عسكري يجعل مصر واحدة من الجبهات التي يواجهها الكيان الصهيوني ومن ورائه.
طبعاً المعركة مع مصر ليست بالسهولة التي يظنها هذا العدو ، ولكنها بالتأكيد تحتاج إلى:
– إجراءات من القيادة العسكرية والامنية والسياسية المصرية لتعزيز الجبهة الداخلية عبر انفتاح ديمقراطي على المعارضة والإسراع بإنجاح الحوار القائم حالياً معها وتجاوز كل ما يعرقل نجاحه.
– وهي تحتاج أيضا إلى أن تأخذ مصر قرارا واحدا وهو دعم غزة والوقوف وقفة شخص واحد ضد سعي العدو إلى السيطرة على الممر المذكور أعلاه بهدف زيادة الخناق وتشديد الكوق الخانق حول رقبة غزة.
– واخيرا يجب ان تكون مصر السياسية والامنية والدبلوماسية والعسكرية في خندق واحد في القادم من الايام لان ما تخطط له إسرائيل هو أبعد من قصف غزة والجنوب اللبناني لا بل هو تثبيت وعدهم الازلي وتنفيذ ه أن حدود دولتهم المزعومة من البحر إلى النهر