مؤسسة رفيق الحريري تحيي الذكرى 19 لإستشهاده نازك الحريري: رجل التحديات في زمن التحديات الكبرى
أحيت “مؤسسة رفيق الحريري” والمدارس التابعة لها “ليسيه عبد القادر” وثانويتي الحريري الثانية والثالثة وبرعاية رئيسة المؤسسة السيدة نازك رفيق الحريري، نشاطها الثقافي السنوي في الذكرى 19 لإستشهاد الرئيس رفيق الحريري عبر تطبيق زوم وتحت عنوان “الحوكمة الرشيدة” الذي يحمل أكثر من معنى، وتخلله إعلان نتائج المباراة المدرسية للعام2024.
السنيورة بعاصيري
استهل الاحتفال بالنشيد الوطني بأداء مميز من كورال مدارس الحريري وبكلمة المؤسسة ألقتها المديرة العامة للمؤسسة سلوى السنيورة بعاصيري مسجلة بالفيديو، وعددت فيها مزايا الرئيس الشهيد رفيق الحريري قائلة: “وكما في كل عام وفي 14 شباط يعبر طلاب المدارس عن حبهم للرئيس الشهيد، وتحدثت عن تضحياته من أجل بناء لبنان وكيف كان صلباً في المواقف”.
أضافت: “هي الذكرى التاسعة عشرة لإستشهاد الرئيس رفيق الحريري ولا تزال شعلة افتقاده تزداد انفلاشاً ليس وفاء لتضحياته فقط ولا تقديرا فقط بل تطلعا ايضاً لإستكمال العمل برؤيته الإستشراقية التي استضلت بمبادئ سامية ومفاهيم استراتيجية عميقة فتقاطعت جميعها حول أولوية خدمة الصالح العام سبيلا لتثبيت دعائم وطن حاضن لجميع ابنائه ولتكريس دولة القانون والمؤسسات وفصل السلطات وامتثالا لموجبات الحوكمة الرشيدة في ادارة شؤون البلاد ومقتضاياتها وفي مقدمها وضوح الرؤية وتكاتف الفرص والمحاسبة”.
وتابعت: “كعادتها كل عام تقوم مؤسسة رفيق الحريري باشراك مدارسها ال3 في احياء ذكرى الإستشهاد عبر الغوص عميقاً في أحد المفاهيم التي عمل الرئيس الشهيد على إرساء قواعدها وتعميم الوعي بها فكانت الحوكمة الرشيدة عنوان نشاط هذا العام تأكيدا على محوريتها في استنهاض لبنان، واستعادة عافيته”.
نازك الحريري
ثم تلت السنيورة بعاصيري كلمة نازك الحريري وجهت فيها: “تحية اكبار وشوق وحنين لروحه الطاهرة بعد مرور سنين عابقة بأنفاس الحزن واليأس مجددة العهد والوفاء للحاضر الأكبر في هذه الأيام العصيبة، وقالت: “مرةً أخرى يجمعنا الرئيس الشهيد رفيق الحريري على ذكراه الطيبة بعد لوعة البعاد وحرقة الفراق، لقد طوينا فيها تسعة عشر عاماً ودرباً من المخاطر والتحديات الشاقة، وتقاسمنا دمع الغياب وتشاركنا الألم والأمل في آن فأرى صوراً لرجل دوّن حكايته في كتاب الحياة وحفر ذكراه في الانسان والبنيان. وضع للمستقبل حجر أسـاس أســـــــماه كرامة الانسان، كانت رؤيته الســــلام ومــــــشروعه زرع البســـــــمة على شفاه الناس . كــــــان بـارعاً في تنفيذ المشـــاريع وتحقيق الاحلام . هو رجل قضيته قضية وطن اسمها لبنان قضيته الحرية والسيادة والاستقلال ، قضيته البناء والاعمار والتنمية دافع عنها حتى توجها بدمائه الطاهرة عندما ارتقى شهيداً لأجل لبنان . لكن الحرية لا تموت وان لبنان لا يموت لأنه منبت الحياة وان شهيدنا الغالي الرئيس رفيق الحريري راسخ فيه كَسَيْلِ الحياة”.
وتابعت: “أيها الرئيس الشهيد كنت دائماً تقول أن لبنان هو الوطن هو الفكرة هو النموذج هو المختبر هو المثل وهو المثال لشعوب الأرض كافة . فماذا نقول لك اليوم بعد تسعة عشر عاماً ؟ ماذا نقول لك عن لبناننا الحبيب؟ وان سألتنا عن شعبنا الطيب بماذا نجيب؟ نحن نشتاق اليك يا رفيق الانسان والوطن. فنحن نعيش أياماً صعبة وعصيبة بعد رحيلك وبتنا نحتاج إليك أكثر من أي زمن مضى ، رجل التحديات في زمن التحديات الكبرى ورجل الدولة والرؤية والمبادىء الذي استطاع أن ينقذ وطنه من الحرب والدمار ويقود مع شعبه مسيرة النهوض واعادة البناء”.
وأردفت:”التحديات من حولنا صعبة، والاختلافات والخلافات متفاقمة، وقد غرقنا جميعاً في التجاذبات السياسية التي لا نهاية لها . فالسلاح ليس لغتنا ولا منطق الغالب والمغلوب، فالغالب الوحيد هو وطننا الحبيب لبنان . والحل هو ان ننظر كصاحب الذكرى الى نصف الكأس الملآن، أن ننظر بقلوبنا وبعقولنا وأن نقتنع بأن المحبة وحدها تبني الأوطان الحرة فنتحلى بروح الرئيس الشهيد رفيق الحريري القيادية ونتعلم منه كيف نحول الرؤية الى حقيقة، وأن ننشد العيش المشترك ونعتصم بلغة الحوار وحبل التفاهم ضمن مفهوم الشراكة الحقيقية حتى نصل الى بر الامان ودولة القانون”.
وتابعت: “وفيما لبنان يتخبط بين النزاعات والاختلافات، تجرّح فلسطين كلّ يوم بوحشيّة العدوان. أخاطبك أيها الرئيس الشهيد والقلب على غزّة، وعلى الدّمار الذي تركته فيها حربٌ على الأبرياء العزّل من شيوخٍ ونساءٍ وأطفال. أكاد أرى يدك تمتدّ يا رفيق العمر لتمسح دمعة تلك الفتاة الصغيرة، تحضن أخاها الطفل الجريح. وتعده بأن تحضر له أمّه، لكن الأمّ ترقد تحت التراب. أراك تعتلي مـــنابر الدنيا، لــوقف الحرب على شعب فلسطين، ولإعادة بناء ما هدّمه العدوّ الغاشم. أراك تكرس ليلك ونهارك، لقيام دولة فلسـطين السيدة الحرّة، وللدفاع عن حق العودة. أين أنت يا شهيدنا الغالي من مصاب الأمّة. فالأطفال ضاقت بهم الأرض وحتى المقابر، وأهلنا يشرّدون ويذبحون في جـنوب لبنان الحبيب وفي غزّة المناضلة. ولا ذنب لهم سوى أنّهم قرّروا أن يتمسّكوا بتراب الأوطان. أين أنت لتضع يدك في يد إخوانك العرب وتجوب المعمورة لتثبت حقّهم في الأرض وفي الحياة كما عملت بجهد جاهد أيام عناقيد الغضب في جنوبنا الأبي.”
وختمت: “لعل آخر الكلام دعاء نرفعه للمولى عزَّ وجلَّ أن يحفظ وطننا الحبيب لبنان وشعبه الطيب وأن يرحم الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر شهداء الوطن الأبرار، ويتغمّدهم بواسع الرحمة والمغفرة إن شاء الله”.
ترجمة لمفهوم الحوكمة الرشيدة
ثم دعت السنيورة بعاصيري لمشاهدة أعمال التلامذة التي حملت الأمل عنواناً لها . واستعرضت ترجمة لمفهوم الحوكمة الرشيدة التي عمل من أجلها الرئيس الشهيد وكانت عبارة عن مجموعات من الأفلام الممثلة بشخصيات الطلاب تحدثت عن رفيق الحريري وعن مفهوم الحوكمة الرشيدة من المدارس الثلاث، التابعة للمؤسسة “الحريري الثانية والحريري الثالثة وليسيه عبد القادر”.
وإختتمت المناسبة بأغنية “سلام حرية” قدمها كورال مدارس المؤسسة بقيادة تاتيانا أندريا وإشراف المؤلفة قواس.