الرفاعي خلال عشاء خيري في بعلبك: لتحصين المجتمع والابتعاد عن لغة الكراهية والإلغاء والإقصاء
أقامت جمعية “كرم” الإنسانية عشاءها الخيري الثالث في قاعة تموز في بعلبك، بحضور مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي، المفتي السابق الشيخ خالد الصلح، الشيخ قاسم بيان ممثلاً مفتي زحلة والبقاع الشيخ علي الغزاوي، نائب رئيس اتحاد بلديات بعلبك شفيق قاسم شحادة ممثلاً بنائبه جمال عبد الساتر ، وفاعليات دينية وبلدية وتربوية واجتماعية.
الرفاعي
وتحدث المفتي الرفاعي، فقال: “عندما نلتقي لنحتفل بشهر رمضان المبارك، هذا يعني أننا لا نسمح للحزن الذي وقع علينا في غزة، أن يكون حزنا قاتلا، بل حولنا الحزن ليكون حزنا مقاتلا، لنقول إن لدينا شبابا وشابات أخذوا على أنفسهم عهدا أن يحملوا راية هذا الدين، وأن ينهضوا بمجتمعهم، وأن يقدموا صورة حضارية واعية متقدمة، وأن يقولوا للقريب والبعيد، نحن على ثغر من ثغور الدين، نريد أن نقدم صورة جاذبة، ولا نريد أن نقدم صورة طاردة، وعندما ننهض بهذا المجتمع، نحن نقف إلى جانب إخواننا في غزة وفي فلسطين”.
وأشار إلى أن “الولادة لا تأتي إلا بعد مخاض عسير، وقدر أن يصاحب الولادة دموع ودماء وآلام وأشياء أخرى، ولكن الولادة قادمة لا محال، والعرب في أمثالهم يقولون آخر الدواء الكي، كيف يستبيح الإنسان أي عضو من أعضائه، يفعل ذلك لسلامة بقية الأعضاء ولسلامة الجسد. هذا تماما ما يحدث في غزة وفلسطين، وما يحدث في جنوب لبنان، ثمة حرب حقيقية، ثمة مواجهة تنتقل من ببت إلى بيت، ومن شارع إلى شارع، ومن حي إلى حي، تؤكد أننا نستطيع أن ننتصر، وأن عدونا يملك نقاط ضعف ولا يملك كل نقاط القوة، وان الله سبحانه وتعالى لا يقبل لغة التحدي من أحد مهما علا صوته، ومهما كانت قوته، ومهما بلغ دعمه، ومهما وقف معه من دول ومن مجالس ومن أشياء تشبهها”.
واعتبر أن “جمعية كرم تشكل لبنة نهضوية في مجتمعنا البعلبكي، وتشكل نخبة من الشباب والشابات الذين آمنوا بالسلم الأهلي وسيلة لتحصين المجتمع، وابتعدوا عن لغة الكراهية والإلغاء والإقصاء وجهل الآخر، وانطلقوا عل قاعدة التعاون والتفاهم وقراءة الآخر بشكل صحيح”.
ولفت إلى أن “عمل الخير في رمضان أجره مضاعف، وعندما تساعد الفقير، أنت تحتاج إليه، وهو لا يحتاج إليك، أنت تفتح له بابا إلى الدنيا، أما هو يفتح لك بابا إلى الآخرة. وانت تكرس في مجتمعك مبدأ المساواة بين الناس، فالمال ليس سدا بينك وبين أفراد مجتمعك، إنما هو جسر تعبر من خلاله إلى أفراد المجتمع، ويعبر أفراد المجتمع من خلاله إليك”.
وحذر المفتي الرفاعي من “مجموعة من الشباب في مجتمعنا البعلبكي وفي هذه المنطقة، يعانون الإنحلال الأخلاقي، أو من التشدد الديني، مما يفرض علينا أن نقدم النمط الوسطي الذي يستطيع أن يستجلب الجميع إلى منطقة الوسط، وأن يبتعد عن المسكرات والمخدرات والانحلال الأخلاقي والتشدد الديني لأن في ذلك سلامة لمجتمعنا كله”.
دياب
وبدوره قال رئيس الجمعية حمزة دياب: “ولدت جمعية كرم الإنسانية على يد ثلة من الشباب المثقف الواعي الذي شعر بثقل المسؤولية تجاه الوطن وأبنائه. ثلاث سنوات من العمل الحثيث القائم على الجهود الطوعية التي كللت جميع الأعمال والمشاريع بنجاحات كبيرة. وبفضل مساهماتكم تم دعم صندوق الأدوية الذي كفل العام الماضي 100 عائلة، ومبادرة العودة إلى المدرسة التي أطلقها القسم التربوي، حيث تم تأمين القرطاسيه ل 100 طالب وطالبة، كما أطلقنا مبادرة لدعم 100 عائلة في شهر رمضان المبارك من العائلات الأشد حاجة في بعلبك. فكل الشكر لدعمكم وحرصكم على التكافل في ظل الظروف الصعبه التي نمر بها”.
واعتبر دياب أن “شهر رمضان فرصة للعودة إلى القيم والأخلاق والالتزام بقواعد خالق الكون، فرصة للتواصل وبناء السلام مع جميع المتنازعين والأفرقاء المختلفين، فرصة للعطاء والأمل بمستقبل واعد للجيل القادم، فرصة لشحذ الهمم والعمل بجد للنهوض مجددا، فرصة لاعادة توجيه البوصلة وتحديد الهدف ووضع الخطط”.
والختام بأناشيد ومدائح لفرقة “المادحين المبدعين”.