الليسيه أدونيس تكرم الدكتور كامل مهنا: صوت الإنسانية في بريّة الأيام
“تكريم لصوت الإنسانية في برية الأيام” بهذا العنوان اُفتتح حفل التخرج السنوي لمدرسة الليسيه أدونيس – كفرشيما، الذي أقيم هذا العام ،حيث تم تكريم رئيس مؤسسة عامل الدولية الدكتور كامل مهنا، بصفته رائدا للعمل الإنساني والنضالي، الذي قضى أكثر من نصف قرن دفاعا عن كرامة الإنسان وحقوقه المشروعة .
حفل التخرج، أقيم في أوتيل هيلتون – الحبتور، في حضور الكرم وعقيلته المربية فايدة ومفتي حاصبيا ومرجعيون ممثلاً بالقاضي الشيخ إسماعيل دلي، الأب مروان غانم، والشيخ فؤاد خريس، العميد الطيّار عماد الحاج شحادة، السفير القاضي الدكتور جوزيف عقل، أضافة الى مدير مؤسسة عامل الدولية احمد عبود، ومؤسس ومدير مدرسة الليسيه أدونيس كفرشيما الدكتور بلال ضاهر، وأعضاء هيئة التدريس الدكتور علي ضاهر والأستاذ علي مهنا وأفراد الهيئة التعليمية والطلاب وذويهم . وقد احتفى هذا الحفل بإنجاز دفعة الخريجين الجدد والقدامى وسلط الضوء على أهمية خدمة الإنسانية.
وفي هذا الإطار كان حضور الدكتور كامل مهنا، جاء بمثابة إلهام وعامل قوة للخريجين، حيث أرادت لهم الليسه أدونيس أن يبدؤا مسيرتهم في الحياة، انطلاقاً من الوعي للقضايا الإنسانية والالتزام بها، واللقاء مع رائد العمل الإنساني في لبنان، الذي حثّ الطلاب على خوض قضايا الشأن العام والالتزام بخدمة الناس، والدفاع عن قيم العدالة والحرية والكرامة، واعتبر أن اللقاء مع الطلبة اليوم مهم للغاية، لأنه يأتي في مرحلة تاريخية مفصلية، نشهد فيها مجازر في غزة وصموداً ملحمياً لشعبنا في فلسطين، وتغيراً في مجرى الأحداث الدولية، وتبدل في الرأي العام، وخصوصاً الطلاب الشجعان الذين يخوضون حراكاً إنسانياً تضامنياً مع غزة، انطلاقاً من الصروح العلمية التي ينتمون إليها، لأن العلم والمعرفة والتربية لا قيمة لها إن لم تكن في خدمة القضايا العادلة للشعوب ،مضيفا : ولذلك نحن نرى فيكم، امتداداً لهؤلاء الشبان والشابات الملتزمون بقيم العدالة والحرية والإنسانية، المتجسدة في الدفاع عن القضية الفلسطينية”.
معتبرا بأن العلم الذي لا يفيد البشرية، ولا يعزز قيم العدالة والرحمة والإنسانية، كالجهالة، فقيمة ما تتعلمونه مرتبط بما تقدمونه للآخرين، ونحن نرى فيكم طاقات وامكانات عظيمة، نأمل أن يتم تسخيرها في المكان الصحيح، لأنكم قادرون على تغيير قدر البلاد، أنتم الجيل المسلح بالمعرفة والعلوم والتكنولوجيا وقيم الحرية والعدالة، لن يتمكن أحد من إحباطكم أو مصادرة رأيكم وطموحكم، ما عليكم إلا الإيمان بأنفسكم والالتزام بواجبكم نحو الوطن والإنسانية”.
وعرج في كلمته على أبرز مبادئ ومرتكزات الدور المناط بمؤسسة عامل الدولية حيث توجه مهنا إلى الطلاب بالقول: “مهمتنا لا تقتصر على توفير البرامج التنموية والإنسانية، بل إن عامل هي حركة اجتماعية للتغيير، مهمتها وضع أسس التغيير الاجتماعي والسياسي في البلاد ، عبر بناء الثقافة الجديدة، والرؤية النهضوية المستمدة من فهم الواقع ودروس الميدان، لأن “عامل” لا تقوم بلعن الظلام، بل هي منشغلة بتمكين الناس لإيجاد الضوء الكامن في دواخلهم، وإطلاق طاقاتهم، لبناء العالم الذي نحلم به. لذلك ندعوكم إلى أن تكونوا جزءًا من هذه الحركة، إذا كنتم تؤمنون بهذا الحلم. نحن نقاتل من أجل بناء دولة مدنية ديمقراطية وإنسان مواطن في لبنان ، وفي ظل خطابات التفرقة والعودة إلى الانتماءات الأولية الضيقة في منطقتنا، سنبقى نعمل على تعزيز ثقافة المواطنة والديمقراطية، وتحرير الناس من كل أشكال الظلم والارتهان والتبعية”.
أما كلمة الحفل التقديمية والتي ألقاها الأستاذ علي مهنا جاء فيها: “مساءُ الخيرِ، يا كلَّ الخيرِ، مساء الخير من أدونيس، مئذنة العلم ونافذة الضوء، التي توقدُ دروبَنا بالأمل، وتؤذِّنُ فينا ألا قوموا إلى خير العمل. مساءُ الخير، لضيوفنا الأعزاء، لعامل ومداها، لعامل وفتاها، الدكتور كامل مهنا صوت الانسانية في برية الايام.”
وأضاف: “من أين بل من أين نبتدِئُ الحكاية؟ كان يا ما كان… إذا اظلمت دروب الحياة، أشرق الخير من يديه. أنبتدِئُ من قامةٍ ثقافيّةٍ انسانيّةٍ عابرةٍ لكلّ مسافاتِ الأشخاص والانتماءات؟ أم من قنديل سماويّ فوق الأرضِ؟ أفقٌ هو، مَدُّهُ الشمسُ يطالُها، كل همه قضايا الوطن والمسحوقين والكادحين والمعذبين في الأرض. هو العامل بصمت، المؤمن أن صوت الأعمال أقوى من صوت الكلام، وهو الذي يعرف أن “الصداقة هي الروح التي لا تموت، وهي الرفيق الذي لا يخذل. كبّر لبنان بعلمه وثقافته وأدبه، بعلاقاته الدولية، بمهنيته العالية، بآرائه الشجاعة الهادئة. إنه النموذج الذي نتمنى أن يتكرر. إنه مؤسس ورئيس “مؤسسة عامل الدولية” الدكتور كامل مهنا.
كبير من بلادي يعيش كبيرا، وكما الأشجار واقفًا. أيقونة الأسماء وفتاها. في قلبه الجنوب، وفي ضميره كل الوطن، ومن يده يزهر الخير زنابقًا للحياة. مع إطلالة كل صباح، سيُذكرنا الفجر أن ديك الخيام، ديك الإنسانيّة صيّاح. شدوًا ضمنا إليك، ففخر الناس في مال وجاه، وفخري اليوم عامل كامل، عرس الإحبة، وتكريم مبدع من لبنان”.
كذلك كانت كلمة لمدير المدرسة ومؤسسها الدكتور بلال ضاهر قال فيها: “يطيب لي في هذه المناسبة أن أرحّبَ بأولِ مرشّحٍ لبناني لنيلِ جائزة نوبل للسلام، مؤسس ورئيس “مؤسسة عامل الدوليّة” الدكتور كامل مهنّا، الذي طالما تميّز بعطائه اللامحدود وجهوده المخلصة في خدمة الإنسان والمجتمع. إنّ تكريمَنا له اليوم ليس إلّا عرفانًا بما قدّمه من إنجازاتٍ وأعمالٍ جليلة. لقد قدم الدكتور مهنا نموذجاً يُحتذى به في العطاء والبذل، وهو دائم الحضور في الصّفوف الأماميّة لكلّ ما من شأنه رفعة مجتمعنا وازدهاره. وبهذه المناسبة نَوَدُّ أن نعبّرَ له ونؤكّدَ أن ما قدّمَه ويقدمه سيظلُّ راسخاً في الذّاكرة ومحفوراً في القلوب. فبإسمكم جميعاً، نرفعُ القبّعةَ تقديراً واحتراماً لشخصه الكريم، ونقول له شكراً من القلب، نتمنّى لك المزيد من الإبداع والتألق”.
ثم عرض طلاب الليسيه أدونيس شريطاً مصوراً من إعدادهم، حول محطات حياة الدكتور كامل مهنا وانجازاته، وأبرز الجوائز والأوسمة التي حاز عليها ت
كريماً لدوره في قضايا العدالة الاجتماعية والعمل الإنساني.
واختتم الحفل بتقديم دروع تذكارية.