التخبط الاسرائيلي بعد استقالة غانتس من مجلس الحرب بقلم العميد الركن بهاء حلال
كتب العميد الركن بهاء حلال
اولا – مع استقالة غانتس خسرت حكومة نتنياهو اهم نقاط قوتها الخارجية ولا شك ايضا الداخلية، فهي اضحت لا تستطيع ان تتخذ اي قرار استراتيجي تكون له تبعات على نتنياهو بشكل مباشر
ثانيا – اغتنام الفرصة من قبل بن غفير وسموتريتش للمطالبة بالانضمام الى مجلس الحرب وهو أمر مزعج يجعل نتنياهو خائفا من هكذا سيناريو وقد يقوم من جراء ذلك بحل مجلس الحرب .
ثالثا – تشجيع بن غانتس وزير الحرب غالنت ودعوته له بأن يتخذ القرار التاريخي، هو موضوع يؤرق حياة نتنياهو على الرغم من انه يتمنى ان يتخلص من غالنت ايضا لكن لكل ظرف استثناء فالحكومة اصبحت ناقصة وهو بحاجة وجوده ولو على مضض.
رابعا – منذ فترة يسعى نتنياهو الى جذب كل من رئيس حزب (يسرائيل) بيتينو ليبرمان واعطائه وعدا بتسليمه منصب وزير الحرب، وايضا ساعر رئيس حزب اليمين الرسمي، ولكن الى اليوم وحتى بعد استقالة بن غانتس لم يتلقى منهما اي رد إيجابي بل كان جوابهما سلبيا، مبررين ذلك انه ما دام نتنياهو رئيسا للحكومة فلن نقبل ان ننضم للحكومة.
خامسا – خطير ما اورده غانتس (وهو القريب من الاميركيين) في كتاب استقالتة عن توقعاته بشأن الحرب : فهو يقدر استمرارها لسنوات طويلة وللنصر كلفة ولا يعتقد كما قال ان لإسرائيل قدرة على تحملها.
سادسا – انتخابات مبكرة دعا اليها بن غانتس على أن يكون موعدها منسق ومتفق عليه، مع التأكيد على قيام حكومة وحدة قومية صهيونية بعد الانتخابات .
سابعا – لم يخرج غانتس من بزته العسكرية حيث انه لم يطرح بديلا سياسيا لحكومة نتنياهو .
ثامنا – كما استعرت الحرب في بدايتها اي في 8/10 بعد زيارة بلينكن الى اسرائيل حينها، واليوم ننتظر زيارة بلينكن الى اسرائيل غدا ليتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود ويكون غدا يوما او محطة مفصلية في الازمة الحاصلة وهكذا يكون نتنياهو مجبرا على اخذ قرار يتحمل وحده مسؤوليته.
تاسعا – تعود الانتخابات المبكرة اليوم الى حضن المتدينين الشرقيين “شاس” ورئيسه ارييه درعي والذي يسعى لفض الشراكة مع الليكود ورئيسة نتنياهو، ومن المرجح ان يدعم موقفه حزب (الاشكنازي) يهودوت هتوراه، وحصريا على ضوء قرار المحكمة العليا بصدد تجنيد المتدينين للجيش المزمع في هذه الايام
عاشرا – استقالة غانتس من مجلس الحرب ، هو بداية لتدرج في التفاعلات السياسية، سواء على المستوى الداخلي والاصطفافات الجديدة في المشهد الحزبي ، ام على المستوى الخارجي في علاقة حكومة يمينية متطرفة خالصة مع الولايات المتحدة وبقية المجتمع الغربي.
واخيرا الوهن والضعف قد اصاب من اسرائيل مقتلا وهي في طور الاحتضار.