كتب العميد الركن بهاء حلال/رئيس مكتب مخابرات في بيروت سابقا
استهداف المركز الفني والالكتروني في قمة جبل حرمون رسالة ردع
ان استهداف المقاومة لمركز الاستطلاع الفني والإلكتروني بعيد المدى على الاتجاه الشرقي ( مرصد التزلج الشرقي) في جبل حرمون في الجولان السوري المحتل هو استهداف استراتيجي.
في البعد الاستراتيجي:
لكونه :
١- أعلى هدف يتعرض للإستهداف منذ بداية معركة طوفان الأقصى في جبهة لبنان (2230 m)
٢- يقع في أعلى قمم جبل الشيخ في الجولان السوري المحتل.
٣- يغطي ويرصد الإتجاه الشرقي من سوريا الى العراق والأردن حتى الحدود الإيرانية.
٤- يضم تجهيزات الكترونية وتجسسية واستخباراتية ومنظومات فنية هي الأكثر تطوراً.
اما في البعد العملاني :
هذا الرد المتعدد الأهداف والذي حقق إصابة تكتية واستراتيجية ويدبشكل خاص المركز الفني في حرمون يتميز بعدة مزايا :
١- كرست المقاومة في سياسة ردودها انها استهدفت العمق الاسرائيلي والذي وصل إلى عشرات الكيلومترات في المدى الشمالي وصولا قمة حرمون
٢- اثبت حزب الله أن لديه بنك أهداف كامل الاوصاف العسكرية والاستراتيجية وان استمرار العدو في تجاوز قواعد الاشتباك التي تحكم حركة المواجهة على الحدود سيدفع المقاومة إلى توسيع نطاق الأهداف ومن ضمنها هذا الهدف الاستراتيجي المهم.
٣- تميز حزب الله بتنفيذ وتيرة وكثافة نيران غير مسبوقة منذ ٩ اشهر وبالتالي يُشكل مجموع ما حصل ارتقاءً في رد المقاومة في رسالةٍ قوية إلى صانع القرار في كيان العدو تقول أن استمراره في الاعتداءات وتجاوزه لقواعد الاشتباك سيقابل بردود تصاعدية .
قواعد الاشتباك
ماهي محدداتها ؟
من الطبيعي أن المواجهة تحكمها قواعد اشتباك والا لكنا اليوم في اطار إستهداف المقاومة ل تل أبيب والعدو يعتدي على الضاحية وبيروت وغيرها من المناطق ،ومنشآت كثرة أمنية واقتصادية واستراتيجية في جغرافية فلسطين المحتلة، ولكن حصر المعركة مع انها قد تتسع أحيانا لا يعني وجود قواعد اشتباك ضمن قوالب حديدية لا يمكن تجاوزها وحتى عندما يتم تجاوزها، يتم ايضا بشكل مضبوط بمعنى أن هذه القواعد تتحرك ضمن صفوف متحركة المحسوبة في الوقت نفسه في هذا المجال بالتالي هناك مجموعة من المحددات التي تحكم حركة رد المقاومة
اولا : أن لا يمر اي اعتداء إسرائيلي من دون رد متناسب بالهدف والقدرة والقيمة
ثانيا : أن يكون ردا تصاعديا في المسار العام لتصل من خلاله رسالة مدوية إلى صانع القرار بأن استمراره في هذا المجال سيرتب رد من المقاومة من حيث العمق وتوسيع الأهداف وبالكثافة النارية وذلك أن ما يخشى منه العدو في توسيع نطاق المعركة والتدحرج إلى سيناريوهات لا يريدها ممكن ان يتسبب بها من خلال اعتداءاته وهذه هي التي تجر ردود المقاومة في هذا المجال وايضا تحاول المقاومة الآن أن تكون ردوده محسوبة لا تؤدي إلى حرب ما دام ذلك ممكنا .
آلية الضبط
تجري من خلال مراقبة كل طرف لنتائج ضربته للطرف الآخر وما أن كان سيرد عليها بطريقة تتناسب وطبيعته او يتخطى ذلك
منشئ هذه الضوابط :
حرص الطرفين حتى الان على عدم التدحرج إلى حرب واسعة .
أن حزب الله لن يسمح للعدو أن يستغل حرصه على عدم التدحرج
نحو حرب واسعة بأن يستغله ويجره إلى ردود كبيرة تؤثر في صانع القرار