كتلة “الوفاء للمقاومة”: لبنان بما يتهدده من مخاطر معني بمواصلة جهوزيته ولتبق الرهانات للتوصل إلى صيغة لوقف الحرب وإنهاء العدوان واقعية من دون مبالغات
بيان كتلة الوفاء للمقاومة
عقدت كتلة الوفاء للمقاومة اجتماعها الدوري بمقرّها المركزي، وذلك بعد ظهر اليوم الخميس تاريخ 25/7/2024 برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها.
تكشف الحروب العدوانية ضد الدول والشعوب المُدَافعة عن وجودها وحقوقها, عُمق نزعة التسلط والطُغيان لدى المعتدين سواء كانوا دولاً أو عصابات مدعومة من دول, ويبلغ التمادي لدى هؤلاء حداً يخفت معه صوت العقل والقانون والحسّ الإنساني رغم كونه الصوت الضامن لتصويب العلاقات البشرية والكابح عن السقوط في هاوية شُرعة الغاب.
فعلى الصعيد الدولي نجد أنّ نزعة التفرّد والهيمنة ظاهرة ومُتأصلة لدى الإدارة الأمريكية في قيادة العالم وتقرير توازناته ومصالحه وتوزيع أدوار القوى وهوامش حركتها فيه، وكذلك نجد على الصعيد الإقليمي نزعة التفوق العنصري وجموح الكيان الصهيوني للعدوان ومصادرة الأرض والهويّة وحتى الوجود والمصالح للشعب الفلسطيني والشعوب والدول الداعمة لحقوقه المشروعة وقضيته العادلة.. تكفيان (أي هاتان النزعتان) لتهديد الأمن والاستقرار ولتقويض العدالة والتنمية في المنطقة والعالم بشكل دائم.
كما أنّ الآليّات المعتمدة لمعالجة الأزمات والنزاعات الناجمة عن هاتين النزعتين الخطيرتين، لم تنفع من قبل, ولن تنفع لا في مقاربة أزمة أوكرانيا وتداعياتها، ولا في مقاربة قضية فلسطين ومفاعيل مشكلتها على الصُعُد كافّة.
ويبدو بوضوح أنّ القانون الدولي يفقد صدقيّته حين يتحكم بتطبيقه أولئك الضالعون في التلبس بتلك النزعتين المدمّرتين للعيش الإنساني والمهددتين للحقوق المشروعة وللقضايا العادلة, وحين يجد النفاق معبراً ومنبراً يَطلقُ فيه الإرهابيون والعدوانيون أكاذيبهم وأضاليلهم ويقدمون إستعراضات تمثيلية لتزييف الحقائق وتبرير الجرائم والمجازر والإبادة الجماعية, فحينها يسقط كل رهان على إستنقاذ حق عبر ذلك القانون..
وتغدو الحاجة ضرورية وطبيعية إلى إعتماد الشعوب المقهورة خيار المقاومة من أجل حماية الوجود واستنقاذ الحقوق وتصويب القانون الدولي وتحصينه ضد عبث المتلاعبين بمضامينه.. وتُصبح المقاومة أكثر حضوراً وتأثيراً في لجم النزاعات, ويتأكد دورها أكثر عند حاجة البلاد إلى مشاركة الشعب وقواه الحيّة في الدفاع عن الكرامة والسيادة خصوصاً بوجه الاعتداءات التي لا تملك الدولة لوحدها القدرة على التصدي لها والقضاء عليها.
في ضوء هذه الأصول والقواعد، وبمتابعة تطورات الاشتباك المتصاعد في غزة ولبنان والمنطقة حول حقوق الشعب الفلسطيني والتنكر الصهيوني لها والاعتداء المتوحش لإبادة أصحابها، تتوقف كتلة الوفاء للمقاومة لتسجَّل ما يأتي:
1- تُدين الكتلة سياسة الإدارة الأمريكية الداعمة للإرهاب والتي تُشكل مصدر خطر دائم على العدالة والقيم الإنسانية والحقوقية للشعوب رغم كل ما تدّعيه نفاقاً وكذباً حول حماية ما تسميه الديمقراطية وحقوق الإنسان.
كذلك تُدين الكتلة إستخدام مِنبر الكونغرس الأمريكي كمنصة لرعاية ودعم الإرهاب الصهيوني والدعاية لسياساته الإجرامية والعدوانية ضد الشعب الفلسطيني من أجل ترحيله وإحتلال أرضه في غزة, والعمل على إستيطانها عُنوةً وبالقوة من قبل الصهاينة المستوطنين.
وتُشّدد الكتلة على أنّ الاكاذيب المُتلبسة الأمريكية والصُهيونية, لم ولن تخدع شعوبنا المناهضة للإحتلال والهيمنة والطامحة للتحرر والإستقرار, بل سيُشكل دوماً محفَّز مواجهة دائمة ومقاومة لا تهدأ ضذ المحتلين والطُغاة.
2- إن كل جرائم الإبادة التي ارتكبها العدو الصهيوني بحق غزّة وأهلها. فضلاً عن العنف والتدمير المفرطين اللذين استخدمهما ضدّ الناس والأبنية على اختلاف استخداماتها، لم تمكنه من تحقيق ما يحلم به من سحقٍ لإرادة المقاومة والقضاء على بنيتها وقطع الطريق أمام مواصلة نهجها.
ورغم مضي عشرة أشهر تقريباً على العدوان الاسرائيلي الوحشي، فإنّ أي بصيص لانتصار لم يستطع العدو الصهيوني أن ينجزه أو يدّعيه، في حين باتت القضيّة الفلسطينية هي القضيّة ذات الاهتمام المتقدّم لدى مختلف الشعوب والدول وبات الكيان الصهيوني يمثّل صورة النموذج المنبوذ والمدان في العالم, فيما يتأكد للجميع أنّ مواصلة الصهاينة لحربهم العدوانية على غزة، لن تحقق إلا المزيد من مخاطر التوسع والتهديد للأمن والاستقرار في المنطقة.
3- إنّ لبنان بما يتهدده من مخاطر وأضرار جرّاء استمرار العدوان على غزة والضفة وبقيّة الأراضي الفلسطينية معنيّ بمواصلة جهوزيته وتضامنه مع المعتدى عليهم من شعبنا في فلسطين، وذلك بهدف الضغط من أجل وقف العدوان، وحماية السيادة الوطنيّة التي هي في عين استهداف العدو الصهيوني, إنّ الرهانات المعقودة على التوصل إلى صيغة مقبولة لوقف الحرب وإنهاء العدوان على غزة, ينبغي أن تبقى واقعيّة من دون مبالغات.
4- تُحيّي الكتلة الوقفة الأخويّة الجهاديّة المسؤولة التي يقفها كل الإخوة المجاهدين في محور المقاومة, ولا سيما تلك التي يقفها الشعب اليمني العربي الأصيل وقادته الشجعان، وتُكبِرُ التضحيات والبطولات التي يواجهون بها العدو الصهيوني من أجل الضغط عليه لوقف عدوانه على غزّة وشعبها الصابر والمظلوم.
كما تدين الكتلة العدوان الصهيوني على اليمن ومنشآته المدنية وترى فيه هروباً إلى الأمام وتوغلاً في مأزق العدوان الفاشل, وتجّدد وقوفها وتضامنها مع الشعب اليمني الحرّ والشريف.
انتهى البيان