لقاء احتفالي بمناسبة ذكرى ثورة ٢٣ يوليو/ تموز بدعوة من مجلس المؤتمر الشعبي اللبناني في بيروت
نظّم مجلس بيروت في المؤتمر الشعبي اللبناني مساء الخميس ٢٥-٧-٢٠٢٤، في قاعة طبّارة في بيروت، لقاءً احتفالياً بمناسبة ذكرى ثورة ٢٣ يوليو/تمّوز ١٩٥٢ الناصريّة، وقد تقدّم الحضور: أمين الهيئة القياديّة في حركة الناصريّين المستقلّين- المرابطون العميد مصطفى حمدان، والمنسّق العامّ للمؤتمر الشعبي اللبناني واتّحاد قوى الشعب العامل المحامي الدكتور عدنان بدر، وممثّل رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد، ووفد من قيادة الاتّحاد الاشتراكي العربي/ التنظيم الناصري، ونقيب المحامين في بيروت فادي المصري ممثّلاً بأمينة السرّ المحامية مايا شهاب، ووفد من جمعيّة المشاريع الخيريّة الإسلاميّة، ووفد من الحزب السوري القومي الاجتماعي برئاسة منفّذ عامّ بيروت منذر الحريري، ورئيس حزب الوفاء الدكتور أحمد علوان، وقائد الدفاع المدني الشعبي في لبنان الأخّ منير كنيعو، ووفد من حزب الولاء، ووفد من منبر الوحدة الوطنيّة برئاسة الأستاذ محمود الفقيه، ورئيسة جمعيّة الهلال الوطني اللبناني المحامية باسمة قلعجي، ومسؤول مكتب المحامين في حزب اللّه المحامي حسين هاشم، ووفد من جمعيّة الخضر الإنمائية في بيروت، ووفد من قيادة وأعضاء نادي جمال عبدالناصر، ووفد من المجلس الشعبي في إقليم الخروب، والمهندس فادي درويش، والمحامي الأديب سعيد نصر الدين، والمحامون: مايا شهاب، مارسيل ناضر، وجورج موصلّلي، ومالك منيمنة، وحسين هاشم، وباسمة قلعجي، وفؤاد مطر، وعباس الملحم، وراشد خضر شاتيلا عضو الجمعيّة اللبنانيّة لمواجهة التطبيع، ووفد من فرعيّ عكّار وطرابلس في المؤتمر الشعبي اللبناني، ووفد من مراكز عائشة بكّار وطريق الجديدة ورأس بيروت في المؤتمر الشعبي اللبناني، ووفد بيروتي من منطقتيّ دوحة عرمون وبشامون.
وقد أدار اللقاء المحامي جورج موصلّلي، الذي تحدّث عن الناصريّة فكراً وأثراً، وممّا قاله: الناصريّة تمثّل الدعوة لعدم التفريط بحقوقنا العربيّة، حيث انطلقت من مسلّمات بأنّ الحقّ بغير القوّة ضائع، وأنّ أمل السلام بغير إمكانيّة الدفاع عنه استسلام، ولا يمكن بأي حال من الأحوال عقد صلح أو إجراء تفاوض للاعتراف بالكيان الصهيوني، فلا تفريط في حقّ الشعب الفلسطيني.
وأضاف موصلّلي: إنّ المقاومة ضدّ العدوّ الإسرائيلي تنتمي حكماً وبالضرورة للفكر الناصري الاستراتيجي الذي يعتبر أنّ الصراع مع العدوّ الصهيوني هو صراع وجود وليس صراع حدود، فإمّا نكون أو لا نكون.
ثمّ تحدّث المنسّق العامّ للمؤتمر الشعبي اللبناني واتّحاد قوى الشعب العامل المحامي الدكتور عدنان بدر عن المناسبة، الذي بدأ كلمته بالتحيّة في ذكرى الثورة لروح الرمز المؤسّس الأخّ كمال شاتيلا وجدّد العهد بإكمال المسيرة وفاءً له ولفكره النضاليّ الناصريّ، ثمّ استذكر بدر المبادئ الستّة التي أعلن عنها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في كتابه الميثاق، وأسقطها على الوضع الراهن اللبناني والعربي، وممّا جاء في كلمته:
أعلن جمال عبدالناصر في كتاب فلسفة الثورة أنّ هذه الثورة يجب أن تتحرّك في وجهات ثلاث: في الدائرة العربيّة وفي الدائرة الأفريقيّة وفي الدائرة الإسلاميّة؛ وقد تبلورت أهداف الثورة عند ناصر في ستّة أهداف ومبادئ.
والهدف الأوّل هو: القضاء على الاستعمار وأعوانه الخونة من المصريّين، وهذا هدف أساسيّ لثورة ٢٣ يوليو/تموّز، واستحضاره الآن يدفعنا للانتباه إلى أعداد القواعد الأمريكيّة في المنطقة العربيّة الغير مسبوقة، وإنّ القضاء على الاستعمار وأعوانه الخونة من الأنظمة المرتبطة بالولايات المتّحدة الأمريكيّة او بالعدوّ الصهيونيّ والغرب، هو واجب، وكأنّ الزعيم جمال عبدالناصر كان يستشرف ما نعانيه اليوم، والمسيرة طويلة لإعادة تحرير الأراضي العربيّة من هذه القواعد.
وأضاف بدر أنّ الهدف الثاني هو: القضاء على الإقطاع بجانبيْه السياسي والاجتماعي، ونحن نعاني في لبنان من الإقطاع السياسي بشكلٍ خاصّ بكلّ أطرافه وتنوّعاته وارتباطاته، فمن غير المنطقيّ أن تبقى السلطة التنفيذيّة لأكثر من سنتيْن تُدار من خلال حكومة تصريف أعمال، دون سعي جدّي لانتخاب رئيس للجمهوريّة وتشكيل حكومة فاعلة، وتظهّر هذا الإقطاع السياسي في شبه التخلّي الحكومي عن الجنوب اللبناني منذ اندلاع حرب طوفان الأقصى.
والهدف الثالث هو: بناء جيش وطني قوي، وإذا ما أسقطنا هذا الهدف على الواقع اللبناني، نجد أنّ الجيش اللبناني مقيّد في تسليحه والدفاع عن سيادة لبنان، مع توجيه التحيّة للمقاومة ولتضحياتها وشهدائها، ولكن الجيش اللبناني لا يقتصر دوره على ملاحقة المهرّبين والإشكالات المتفرّقة والصغيرة، بل دوره الأوّل هو الدفاع عن أراضي وسيادة الوطن وأن يردّ على أي اعتداء يتعرّض له من قبل العدوّ، وليقوم بهذا الدور يجب أن يتمّ تجهيزه بالعتاد والأسلحة اللازمة لذلك، وليقوم بإنجاز المهام التي توكل للجيوش كما في كلّ البلدان.
وقال بدر: الهدف الرابع هو: إقامة حياة ديمقراطيّة سليمة، وفي هذا الباب نستذكر مقولة للرئيس سليم الحصّ: “إنّ لدينا الكثير الكثير من الحرّيّات والقليل القليل من الديمقراطيّة”، فجميع قوانين الانتخابات التي شرّعت في لبنان لها هدف واحد هو إعادة إنتاج السلطة التشريعيّة نفسها وإعادة تشكيل السلطة التنفيذيّة ضمن سياسة تقاسم الجبنة نفسها؛ والحلّ هو بحُسْن تطبيق الدستور وكلّ القوانين والمراسيم أصولاً ذات الصلة بالحريّات وبالتغيير الديمقراطي وبتحديث المؤسّسات وتلبية المطالب التي تسهّل حياة المواطنين، وبقانون انتخاب عادل على أساس لبنان دائرة واحدة مع اعتماد النسبيّة دون أي قيود عليها، مع وضع سقوف ماليّة وإعلاميّة للمرشّحين.
والهدف الخامس هو: إقامة عدالة اجتماعيّة، ومن أوّل ما أقرّته ثورة ٢٣ يوليو/تمّوز هو مجّانيّة التعليم بكافّة مراحله حتّى الدراسات العُليا، وإذا انتقلنا إلى لبنان بالنسبة لهذا الهدف، نجد مثلاً أنّ هناك تمييز بين المواطنين في التوظيف حسب المذهب والطائفة، وحتّى الجامعة التي يتخرّج منها الطالب المواطن، وأقلّ ما يجب أن يحصل عليه كلّ مواطن لبناني ضمن العدالة الاجتماعيّة هو تأمين العِلم والصحّة والمسكن والعمل عند التخرّج.
وختم بدر أنّ الهدف السادس هو: القضاء على سيطرة رأس المال على الحكم، وبالعودة إلى لبنان نجد أنّ السلطة يتبوّؤها أصحاب رؤوس المال، ورجال الأعمال، في ظلّ ندرة المشرّعين الحقيقيّين عن المجلس النيابي، وهذا أوصلنا لأن تكون السلطة في خدمة هذه الطبقة، والأمثلة على ذلك كثيرة منها الهندسات الماليّة والأملاك البحريّة والمناقصات المشبوهة…
ثمّ كان الكلام لأمين الهيئة القياديّة في حركة الناصريّين المستقلّين- المرابطون العميد مصطفى حمدان، وبعد توجيه التحيّة للشهداء في فلسطين عامّة وغزّة خاصّة، ولشهداء المقاومة في جنوب لبنان، ولروح القائد جمال عبدالناصر، وتوجيه السلام والرحمة لروح الأخ الرمز كمال شاتيلا، والسلام للأخّ ابراهيم قليلات قال: كلّنا فخر بالانتماء إلى الناصريّة ولاتّحاد قوى الشعب العامل وللمرابطون، وأقول للشباب فيما نعيشه من نفاق أعلاميّ وعلى وسائل التواصل الاجتماعيّ، أبقوا رأسكم مرفوعاً، لأنّ ما نراه اليوم من مقاومة في فلسطين وفي كلّ الساحات العربيّة وحتّى الجنوب اللبناني، هو تراكم نضاليّ لما بناه القائد جمال عبد الناصر، وهي لم تأتِ من فراغ.
وأضاف حمدان أنّ أوّل من عمل في المنطقة على المفاعل النووي هوي الراحل عبدالناصر في العام ١٩٥٩، وهو من استعان بالخبراء الألمان في القاهرة لصناعة الصواريخ، وهذا النضال الذي نراه اليوم في فلسطين وهذه المقاومة، نحن الناصريّون نعتبر أنّنا بدأناها منذ أن حوصِرَ جمال عبدالناصر في الفالوجة عام ١٩٤٨.
وقال حمدان: أنّ التجربة الناصريّة التي حرّر بها جمال عبدالناصر الأمّة من سلطنة عمان إلى موريتانيا ومن ضمنها الجزائر، خلال ١٨ سنة فقط، بينما أقلّ حزب في لبنان عمره تجاوز ال ٤٠ سنة، رغم التآمر الذي تعرّض له ناصر من الغرب وامريكا، ولم يستكين أو يفتح باب المفاوضات مع أحد، فقد كان شعار الزعيم عبدالناصر: “ارفع رأسك يا أخي فقد مضى عهد الاستعباد.”
وأعلن حمدان: أنّ ما حدث في ٧ أكتوبر رفعنا رأسنا به، وما سيستَتْبع ذلك من نتائج هذه المعركة سنرفع رأسنا به، لأنّ حتميّة الانتصار دائماً مع الحقّ ضدّ الباطل، ونحن اليوم أكثر من أي يوم مضى نرفع شعارات الناصريّة بكلّ فخر.
وختم حمدان بقوله: نحن مع المقاومة من أجل التحرير، ونحن من نصنع المقاومة ومن صنعها، وسنبقى دائماً أوفياء لمبادئ جمال عبدالناصر ونرفع دائماً راية بُعدنا الرابع في دوائره الثلاث، وهي تحرير فلسطين، كلّ فلسطين، ونحن نراها قريبة.