تحقيقات

“7 أكتوبر” في غزة تتحوّل لحرب “عالمية” على لبنان بكل طوائفه

بقلم: فــرح بيــروت
تصوير: خالد عياد

خاص الصحافة اللبنانية الدولية – يبدو ان سقوط أكثر من 800 طفل بين شهيد وجريح جراء العدوان الصهـ.يوني على مختلف المناطق اللبنانية الذي يحمل عنوان “السيوف الحديدية”، لا يكفي ليتحرك العالم العربي والمجتمع الدولي لاتخاذ اجراءات طارئة لكبح العدو الإسرائيلي ومنعه من ارتكاب المزيد من المجازر وجرائم الحرب المستمرة منذ عام.

وفي الذكرى الأولى لهجمات “حماس” في 7 اكتوبر 2023، لا يزال العالم ينقسم إلى قسمين:
الأول نائم في سبات وصمت لا سابق لهما، والقسم الثاني المتمثل بغزة ولبنان، والذي يتلقى كل أنواع الصواريخ من الكيان الصـ.هيوني وداعميه ومموليه بالمال والسلاح، في حرب أقل ما يقال عنها بأنها عالمية غير متوازنة وغير متكافئة وغير عادلة.

مصدر الصورة: انترنت-أ.ف.ب

عند متابعة خطابات رئيس الوزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في مجلس الأمن والخرائط التي يعرضها وسط تصفيق الحاضرين من مختلف دول العالم، ينتهي صوت الحق وتنتهي الإنسانية وتسقط معها كل ما الدول التي تُعرف بأنها “عظمى”. هذه الحرب أثبت أن كل القارة الأوروبية والدول العربية خاضعين لإسرائيل ورغبتها في إقامة كيان الدول الكبرى. أما الإدارة الاميركية فهي على موقفها الراسخ والداعم الدائم للكيان الإسرائيل ومفهوم الاستيطان لإبقائه مغروساً في خاصرة دول الشرق الأوسط.

في هذه الحرب غير المتكافئة وتحت شعار “أمن سكان الشمال”، يشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي على مرأى كل العالم أبشع الجرائم والمجازر بحق المدنيين في مختلف المناطق اللبنانية دون حسيب أو رقيب. فمجلس الدفاع الإسرائيلي يقرر إسقاط المبنى X في أي مكان داخل الأراضي اللبنانية بذريعة أنها تحوي على منشآت لحزب الله، ويخبر الجميع عن هذا الاستهداف قبل دقائق من قصفه، عبر الناطق الرسمي بإسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرغي، الذي تحوّل إلى عداد للموتى وبوق للتدمير الجاهز تحت الطلب.

لقد بات الدمار وتدمير البنى التحية في كل مكان بجنوب لبنان وبقاعه، وصولاً إلى ضاحية العاصمة بيروت في أسوأ هجومإرهابي ينفذه الكيان الصهيوني في المنطقة، وسط استباحة لكل المواثيق الدولية والأعراف وسيادة الدول. كيف لا ونتنياهو وجه الأسبوع الماضي، خطاباً شديد اللهجة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، واصفاً طلبه بوقف إطلاق النار والتوقف عن تصدير السلاح لإسرائيل بأنها “عار”، متسائلاً لماذا لا تُفرض عقوبات مشابهة على الجماعات التي تُقتل يومياً بالصواريخ والقذائف التي تصل لإسرائيل.

بضع كلمات غاضبة من نتنياهو أو زلات لسان جنونية، كانت كفيلة لتأكيد المؤكد بأن الحرب هذه المرة ليست عدواناً عادياً، بل حرباً عالمية شاملة تطال كل لبنان، ولا تميّز بين مناطقه وطوائفه. تلك الكلمات كانت كافية لإحراج “الأم الحنون” للبنان ورئيسها الذي يقف عاجزاً ومسلوباً من كل قواه أمام برلمانه وشعبه الرافض بغالبيته لهذا العجز غير المبرر، ولكن يبدو أن باريس لم تعد تمتلك القوة ولا الأوراق المطلوبة لوقف الحرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى