“كراسي فارغة، عائلات تنتظر”…معرض يحاكي جراح أهالي المفقودين ووجع الحرب
تصوير: خالد عياد
في ظل أهمية التعامل مع الماضي لإرساء التعافي المجتمعي واعترافا بالنضال الفريد لأهالي المفقودين ومساعيهم لترسيخ مكان للمفقودين في الذاكرة الجماعية للحرب، افتُتح معرض لتخليد ذكراهم، تحت عنوانين: “كراسي فارغة، عائلات تنتظر” و “الهيئة في أمل”، وذلك ضمن فعالية “منلتقى عالخط” في بيت بيروت.
“الهيئة في أمل” هو مشروع يهدف لنشر الوعي حول قضية المفقودين والمخفيين قسراً في لبنان وحول القانون 105\2018 والهيئة الوطنية للمفقودين والمخفيين قسراً، عبر حلقات حوار تقام منذ العام 2021 في مناطق عدة، شارك فيها طلاب الجامعات وسكان البلديات.
تُعرض في بيت بيروت سلسلة بودكاست «الهيئة في أمل» التي تهدف إلى إشراك المستمعين، وتحديداً الشباب، في أساسيات قضية المفقودين والمخفيين قسرا من أجل تشجيع دعم الأسر في محنتهم وتجنب اللجوء إلى العنف والعمل على تحقيق سلام مستدام في لبنان، وهي من إنجاز جمعية “لنعمل من أجل المفقودين” بالتعاون مع لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان وبدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبتمويل من مكتب الأمم المتحدة لبناء السلام.
أما الكراسي المعروضة في بيت بيروت فهي من تصميم وتنفيذ أشقاء وشقيقات وآباء وأمهات وزوجات وبنات وأبناء وحتى أحفاد الأشخاص الذين فقدوا في الحرب الأهلية في لبنان منذ العام 1975 وهي عينة من كراسٍ عديدة تم تنفيذها تحت مشروع “كراسي فارغة، عائلات تنتظر” الذي أطلقته اللجنة الدولية للصليب الأحمر وجمعية “لنعمل من أجل المفقودين” بالتعاون مع استوديو “أرضي شوكي” في العام 2016 ولم يتم عرضهم إلا افتراضيا بسبب جائحة كورونا.
ترمز الكراسي إلى الأماكن الفارغة التي تركها المفقودون وراءهم. كل واحدة منها هي عمل إبداعي لعائلة معظم أفرادها لم يمسكوا فرشاة رسم قط ويعكس العمل شخصية الشخص المفقود والذكريات التي يشاركها أفراد أسرته معه.
يستمر المعرض طيلة شهر أيار من الأربعاء للأحد من الساعة ١٢ ظهراً حتى الساعة ٨ مساءً في بيت بيروت – السوديكو ضمن فعالية “منلتقى على الخط” التي تتضمن برنامجا ثقافيا وسلسلة أحداث ونشاطات تتناول مراحل ما قبل وخلال وما بعد الحرب الأهلية.