متفرقات

ذكرى تحرير بيروت الواحدة والأربعون

منير الصيّاد – الإتحاد الإشتراكي العربي – التنظيم الناصري

بيروت سيدة العواصم, هذه المدينة الرائعة التي صمدت و تصدت وواجهت وأطلقت شرارة المقاومة.

في حزيران 1982, حاصر جيش العدو بيروت ودام هذا الحصار ثمان وثمانين يوما”..

ثمان وثمانون يوما” والعاصمة تنزح تحت وطأة الحصار والقصف المتواصل والإصرار على إستهداف الأبنية السكنية باستخدام أسلحة ممنوعة دولياً والسيارات المفخخة. كما منعت عن المواطنين الماء, الكهرباء,و الغذاء و حليب للأطفال.. ولم يتوانى جيش العدو عن ضرب المنشآت الحيوية والمصانع والجسور وتدمير مستوعبات البترول للمحطات الكهربائية وكل ذلك بهدف إخضاع وتركيع أبناء بيروت.

وفي الأول من أيلول بدأ رفع الحواجز و السواتر الترابية بعد أن أوحت الحكومة اللبنانية للمقاتلين المدافعين عن بيروت وبوعدٍ من ممثل الولايات المتحدة الاميركية آنذاك فيليب حبيب بأن الجيش الإسرائلي لن يدخل بيروت. ولكن ذلك ما كان إلا تمهيدا” للإنقضاض على المدينة ..ففي صبيحة 15 أيلول فجرا” بدأ إقتحام بيروت فتصدّى مقاتلو المدينة وكانت مواجهات ضارية في وجه العدو.

وفي فجر 16 ايلول وفي خضم المواجهات في شوارع المدينة وقعت مجزرة صبرا وشاتيلا والتي استمرت ثلاثة أيام متتالية وتناوب على ارتكابها جيش العدو الإسرائيلي وجيش لبنان الجنوبي والقوات اللبنانية وراح ضحيتها مئات المدنيين العزّل من فلسطينيين ولبنانيين أغلبيتهم من النساء والأطفال . لقد إقترن وجود جيش العدو الإسرائيلي بإرتكابه جرائم ضد الإنسانية ومجزرة صبرا وشاتيلا هي واحدة من أبشع المجازر التي شكلت صدمة جماعية لا تزال أثارها حتى اليوم محفورة في ذاكرة الفلسطينيين واللبنانيين وكل أحرار العالم …

خيم الصمت والحزن على شوارع المدينة ولكنه لم يدم طويلا” فقد خرقته طلقة المقاومة .. وانطلقت العمليات ضد الوجود الصهيوني في كل الشوارع فكانت عمليات يومية في وضح النهار وفي ظلمة الليل.

أحد عشر يوما” كانت كابوسا” على جيش العدو الذي لم يكن يتوقع هذا الإستبسال في القتال من شباب بيروت .فكانت مواجهات بطولية في مختلف مناطق بيروت وفي بعض الأحيان كانت هذه المواجهات تتم بشكل تلقائي دون تنسيق بدون بين المقاتلين . صمود بيروت كان عظيما” بعظمة أهلها ومقاتليها بكل أطيافهم الذين لم يرفعوا الرايات البيضاء عندما كان الجيش الإسرائيلي يلقي بمناشيره والتي كانت تدعو أهل بيروت الى الإستسلام.. ومن بعدها صار ينادي بمكبرات الصوت : يا أهل بيروت..لا تطلقوا علينا النار ..نحن منسحبون”.

في 27 أيلول إندحر الطغاة من المدينة يجرون وراءهم اذيال الخيبة وانتصرت بيروت لتاريخها وعروبتها.

في عيد تحريرها تحية لأهل بيروت بصمودهم الذي شكل البيئة الحاضنة والحامية لشبابها وللمقاومة..

تحية لشهداء المقاومة الأبرار.
تحية لكل المقاتلين.
تحية لأبناء التنظيم.

من حق هؤلاء الشهداء والمقاتلين أن نستذكرههم في مثل هذا اليوم من27 أيلول وفاءً لهم ولبطولاتهم. وعهدٌ علينا أن نسير على دربهم وخطاهم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى