سياسة

جعجع: الحرب الفعلية هي حرب موازين قوى محضرة سلفا تخاض بالتفاهم مع الآخرين والتغيير في قيادة الجيش ليس مناسبا الآن

دان رئيس حزب “القوات الدكتور” سمير جعجع في حديث الى “القدس العربي”، جريمة استهداف سيارة مدنية في الجنوب وقال: “لم أر ببشاعة جريمة السيارة التي كانت تضم جدة وابنتها وأحفادها البنات الثلاث، فحتى هذه السيارة ليس فيها رجل واحد وبالتالي كانت جريمة بشعة إلى أبعد الحدود”.

اضاف: “اما معادلة مدني مقابل مدني، فيمكننا وضع معادلات قدر ما نشاء ولكن الحرب عبارة عن موازين قوى وليس معادلات، إلا اذا كنت تمتلك موازين قوى تستطيع فرض هذه المعادلات. وكما يظهر من اصطفاف القوى في الوقت الحاضر وبخاصة القوات الاميركية، من الحكمة جدا جدا الرجوع إلى القرار 1701 وتطبيقه بحذافيره، ولا يوجد غير هذا القرار لتحمي لبنان وشعبه ولتوفر علينا ضحايا كالذين سقطوا في حادث السيارة أو في حوادث أخرى رأيناها منذ أسبوعين أو ثلاثة. كل هذا الكلام حول مدني مقابل مدني لا يعني لي كثيرا، بل قل لي في البدء ما هو توازن القوى”.

وإذا كان يخشى من تطورات أخطر في حال ذهب “حزب الله” إلى قصف كريات شمونة أو غيرها من المستوطنات، قال: “هذا هو رأيي، ونرى كيف تتدحرج الامور شيئا فشيئا، لنفترض أن لدى أحد الاطراف موازين قوى لصالحه، عظيم، لا مشكلة بالعكس، إنما القصة ليست بالخطابات والمعادلات النظرية”.

وعن الاطلالة الجديدة للأمين العام لـ”حزب الله” السبت المقبل، واذا كان ثمن عدم دخول الحزب في الحرب بشكل كبير سيحقق له ولايران بمنطق البيع والشراء مكاسب سياسية في لبنان وربما في رئاسة الجمهورية، قال: “حول اطلالات السيد حسن، كأن هذه الحرب هي حرب اطلالات؟ ليس هكذا تخاض الحروب، بل الحرب الفعلية هي حرب موازين قوى محضرة سلفا وحرب تخاض بالتفاهم مع الآخرين كل الآخرين وليس أن يأتيك أحد وينزلك بحرب طويلة عريضة ويجبرك على الدخول فيها بمعرفتك أو بغير معرفتك، واذا كانت مناسبة أو غير مناسبة، واذا لديك مقوماتها أو لا. فهل يجوز أن تزج شعوب بكاملها بالحديد والنار وبجهنم من دون دراسة أو تبيان طريقنا أو معرفة إلى أين تذهب الامور، وبالتالي ليست القصة قصة اطلالات وكأن الحرب باتت بالخطابات”.

أضاف: “أما عن موضوع البيع والشراء، من المعروف أن إيران تعقد من حين إلى آخر صفقات مع أميركا وآخرها كانت صفقة تبادل الاسرى والموقوفين بينهما اضافة إلى 6 مليارات دولار. إنما قل لي إذا إيران خدمت أميركا بعدم دخول حزب الله في الحرب بشكل كبير، كيف يمكن لأميركا أن تخدمها في رئاسة الجمهورية؟ وكم صوت لأميركا في لبنان حتى تخدمها في رئاسة الجمهورية؟ وهل يمكنها أن تؤثر على صوت اضافي لينتخب سليمان فرنجية؟ بالتأكيد لا”.

اضاف: “حتى لو نظريا هناك امكانية لعقد صفقة بين ايران وحزب الله من جهة وأميركا من جهة ثانية، عمليا لا يمكن للولايات المتحدة أن تعطي مكاسب سياسية في لبنان، يمكنها أن تعطيهم بوارج وأسلحة نعم إنما مكاسب سياسية أبدا لأن مواقف القوى السياسية معروفة ومحددة سلفا”.

سئل: يعني الولايات المتحدة لا تمون عليكم في هذا الاطار؟
أجاب: “تمون علينا بالتأكيد لا، نحن نتشاور مع الولايات المتحدة ونتبادل الآراء، وفي مجالات كثيرة هناك آراء مختلفة وفي مجالات تكون آراؤنا متطابقة”.

وسئل عن موضوع قيادة الجيش وقراءته لموقف البطريرك الماروني رفض التخطيط لإسقاط قائد الجيش، وبعد تقديم اقتراح قانون فرض التمديد لقائد الجيش خصوصا بعد تلاقي مصالح جبران باسيل وسليمان فرنجية ضد العماد جوزف عون يمكن أن تتلاقى مصلحتهما رئاسيا، فقال جعجع: “يتلاقيان رئاسيا أمر يعود لهما، ولكن لا أعتقد أبدا لأنهما هنا يكونان يختلفان على رئاسة يريدها الاثنان لكل منهما مباشرة أو مداورة”.

اضاف: “في ما يتعلق بقيادة الجيش أمر مؤسف جدا جدا أنه في خضم كل ما نعيشه، ما زالت حسابات جبران باسيل صغيرة جدا. ألا يعرف أن الأفضل للجيش ولوضعية البلد أن يبقى العماد جوزاف عون قائدا للجيش؟ وهل التغيير في قيادة الجيش مناسب الآن؟”.

وتابع: “لنفترض أن هناك شخصا كفؤا حاليا فيحتاج إلى سنة أو إلى سنة ونصف سنة ليتعرف على الجيش وعلى القيادات وعلى الضباط وكيفية إدارة الجيش من الداخل، أقول اذا توافرت مثل هذه الشخصية وهو ما ليس متوافرا الآن، وبالتالي حرام ومعيب بسبب حسابات ألا يعود العماد جوزاف عون مرشحا رئاسيا، أن نعطل كل امكانية للتمديد له في قيادة الجيش. نحن كل ما نفكر به أن يبقى الجيش كما رأيناه منذ 6 سنوات لغاية الآن. وبالفعل لأول مرة منذ 6 سنوات يكون الجيش بهذا الشكل سواء على الحدود وبالأخص في الداخل، إذ بالرغم من كل ما جرى في لبنان يمكن رؤية الاستقرار الداخلي، البعض يراه أعجوبة، فحتى هذا الاستقرار يريدون أخذه من الناس من أجل أن يزيحوا من طريقهم مرشحا رئاسيا محتملا ولو من بعيد لأن كل الناس تعرف أن موضوع الرئاسة بعيد”.

وأردف: “كل هذا المنطق وكل هذه المقاربة غير مقبولة وغبطة البطريرك محق مئة بالمئة، وما يجب فعله هو تأمين حسن سير المؤسسات المتبقية وفي طليعتها الجيش الذي هو نقطة ارتكاز رئيسية لكل لبنان في الوقت الحاضر، فهل يجوز اللعب بالجيش من خلال اللعب بقيادته؟ هذا غير مقبول، ومن هذا المنطلق قدمنا اقتراح القانون ولم نأخذ بالاعتبار اذا كان جبران باسيل أو غيره يريد أو لا يريد”.

وعن إمكان التواصل مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في ما خص الجلسة التشريعية، قال: معقول، مع أن أجوبة الرئيس بري الاولية غير منطقية أبدا”.

وفي موضوع غزة والقضية الفلسطينية وما يجري هناك، قال: “كم من الجرائم ارتكبت وترتكب بإسم القضية الفلسطينية. ان قوة القضية الفلسطينية منها وفيها، والطريق الذي جربته “حماس” رغم بطولة عناصرها مجرب من قبل عشرة آلاف مرة، ويمكن رؤية النتائج”.

اضاف: “الامر بحاجة إلى مقاربة أخرى لحل القضية الفلسطينية ولإعطاء الشعب الفلسطيني حقه. وعما ما يجري في غزة اليوم، هناك بعض الاخوان يكتفون بالمزايدات والصراخ والتنديد بالعدو الاسرائيلي وبالجرائم، ولكن بماذا يفيد هذا الشيء الشعب في غزة؟ وكأن القصة ما زالت عبارة عن سوق عكاظ في الشرق الاوسط، حرام ما يجري وأمر مؤسف ويدمي القلب كل لحظة تمر على غزة، لذلك المطلوب استراتيجية أخرى مختلفة تماما لوصول الشعب الفلسطيني إلى حقه ويجب أن يصل إلى حقه ومن واجبنا أن نكون جميعا خلفه”.

اضاف: “الاولوية بالنسبة إلينا في أي مشروع في الشرق الاوسط يجب أن تكون ايجاد حل دائم للفلسطينيين، وايجاد دولة فلسطينية سيدة وحرة ومستقلة يعيش فيها الشعب بحريته وكرامته وضمن مؤسساته، وبعدها يأتي التطور والنمو الاقتصادي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى