نائب الامين العام “للجهاد الاسلامي”: لا نتوقع شيئا من القمة العربية والحديث عن ادارة غزة بعد الانتهاء من المقاومة استسهال لهزيمتها
حيا نائب الامين العام لحركة “الجهاد الاسلامي” محمد الهندي في مؤتمر صحافي في نقابه الصحافة، “أهلنا الصامدين في غزة الذين يتعرضون لمجزرة تستخدم فيها اسرائيل ليس فقط القنابل والطائرات انما سلاح التدمير وتقصف المخابز وخزانات المياه على سطوح البيوت وألواح الطاقة الشمسية، فهذه اسرائيل التي ترتكب المجزرة سواء على بيوت المدنيين او محاولة تدمير المساجد والمشافي والكنائس بغطاء دولي من الولايات المتحدة الامريكية والغرب في جريمة لم نشهد مثلها منذ الحرب العالمية والجميع يتفرج على ما يحصل في غزة”.
وقال: “ان استهداف المستشفيات وخصوصا الشفاء والاندونيسي وشهداء الاقصى جعلها مقابر للجرحى والمصابين. هذا الشعب يتحمل المجازر ولا يئن بل يقول الحمد لله، والترابط الاجتماعي يجمع كل الغزاويين. إن القصف على البيوت يستهدف النساء والاطفال لان الرجال تركوها للعائلات، وان صورة هؤلاء الذين يخرجون تحت القصف ليساعدوا وينقذوا لم نرها في اي مكان في العالم، فيما اذا دوت صفارات الانذار في مدن العدو يهرعون الى الملاجئ بينما يخرج اهالي غزة تحت القصف”.
اضاف: “تحية لهذا الشعب الصابر وللمقاتلين الذين بأقل الامكانيات، يوقعون الخسائر في صفوف العدو. والتحية للمقاومة التي تشارك في هذه المعركة سواء في اليمن او العراق او جنوب لبنان، حيث هذه الجبهة المفتوحة على كل الاحتمالات والتي تستنزف ثلث قوات العدو”.
وتابع: “ان المقاومة التي استهدفت قوات النخبة عند العدو وانهارت وحداته ستبقى صورتها عالقة في اذهان كل العالم بعد ما حدث في 7 تشرين، فيما كل ما تلاها هو جرائم ضد الانسانية وضد المدنيين تعكس صورة هذا العدو. عندما تسقط هذه القنابل تسقط معها كل قيم الغرب والمبادئ والافكار عن الديمقراطية وحقوق الانسان، فيظهر الغرب على حقيقته التاريخية وتظهر اسرائيل كذراع لهذا الغرب بعيدا عن كل الاقنعه الزائفة.
وقال: “اما بالنسبة لفصائل المقاومة السرايا والقسام، فهناك 32 الف طن من المتفجرات، إذ كل شبر من غزة وكل طفل قد نال نصيبه. هذه القنابل اكبر من التي القيت على اليابان في الحرب العالمية”.
اضاف: “المعنويات ما زالت عالية وفصائل المقاومة تتمتع بالمرونة والصواريخ تصل الى داخل العمق وما زلنا ثابتين، ولا استبعد اي شيء امام هذا الجنون الذي يستخدم احدث الصواريخ والطائرات الامريكية التي تقصف غزة وتواجه بالصمود والتكافل الاجتماعي، ولم نسمع شخصا واحدا في غزة يتحدث بسوء عن مسار النضال الفلسطيني”.
وتابع: “اما الحديث عن ادارة غزة بعد الانتهاء من المقاومة فهو استسهال لهزيمة المقاومة، المقاومة ليست جيشا ولا حكومة بل هي روح وايمان وعقيدة راسخة وتاريخ وثقافة وليست مقتصرة على فصيل. لا يمكن لاحد ان يتحدث عن كيفية إدارة غزة من دون مقاومة، فالضفة الغربية ليست تحت حكم حماس وكل يوم هناك اعتقالات وشهداء، اذا القضية ليست من يحكم، حماس او غيرها، بل القضية الا تبقى مقاومة لانهم لا يريدون للشعب الفلسطيني ان يدافع عن نفسه. ان ادارة غزة مسألة تخص الشعب الفلسطيني وحده”.
وعن موضوع الاسرى والمحتجزين في قطاع غزة، قال الهندي: “بالامس ظهر فيديو الافراج عن سيدة وفتى. حماس أبدت استعدادها للافراج عن مدنيين واسرائيل هي التي تماطل، فهي لا تهتم اذا قتلوا جميعا. بالنسبة للمدنيين، المفاوضات التي يجريها الجانب القطري تواجه بمماطلة اسرائيلية، وهناك مدنيون فلسطينيون محتجزون دون اي تهمة لسنوات عند اسرائيل وهي ستجد نفسها مضطرة عاجلا او اجلا لتبييض السجون وسيأتي الوقت لذلك رغم كل محاولاتها وما تتحدث عنه اليوم من انها ستفرج عن المحتجزين بالقوة”.
وتطرق الى القمة العربية، قال: “للاسف تعقد بعد 35 يوما من الحرب على غزة التي حركت كل احرار العالم فيما لم يحرك اي نظام عربي وبقيت القدرات العربية معطلة وستبقى، فالعرب لا وزن لهم في المعادلة الدولية وكل الامكانيات المعطلة لا يقيم لها احد حسابا. هناك اختلاف بين علاقة هذه الانظمة واسرائيل فهناك من يعتبرها شريكا وحليفا ومن يعتبرها عدوا، وايضا تختلف نظرة هذه الانظمة الى المقاومة”.
اضاف: “نحن لا نتوقع شيئا من بيان القمة لكننا نقول لهم بأنكم امام اختبار. اننا في فلسطين لا نعقد اي امل على هذه اللقاءات”.
وتابع: “بعد الجرائم الكبيرة في غزة، يدعي العدو بأن مستشفى الشفاء فيه مقاومة، هذا الادعاء باطل فلم تطلق طلقة ولم يخرج شخص من الشفاء. ربما يبث العدو بعض الصور انه حقق النصر ورفع العلم الصهيوني على مبنى حكومي لكن هذه الدبابات والمجنزرات لن يستطيع ان ينزل منها الجنود، قد يحتل غزة لكنها سيستنزف، فمن يستطيع ان يحكم مدينة وسط هذه الدمار؟ اي قوة ستأتي تكون قوة احتلال، فهل تأتي سلطة فلسطينية على ظهر دبابة اسرائيلية؟ هذا لا يعقل”.
واردف: “من سيبني غزة؟ يقولون اعادة الحل السياسي وحل الدولتين، هذا مشروع اسرائيل طرح لكن ليس للتطبيق، من الواضح انه بحل الدولتين سيكون لاسرائيل دولة اخرى في الضفة الغربية. كل الخيارات صعبة. يتحدثون عن هدنة اربع ساعات، فهل تكفي لنقل شاحنة وتفتيشها؟ من يريد هذه الهدنة؟ الهدنة تحتاج الى ايام وهم يريدون فقط ترحيل الناس نحو الجنوب والمخطط نقلهم الى سيناء”.
وقال: “القضية الفلسطينية حلها بتفكيك هذه المستوطنة التي اسمها اسرائيل، وغزة لا حل لها وستبقى شوكة في حلق الجميع. كل هذه الحلول مؤقتة، وغزة ستبقى هؤلاء الشباب الذين كانوا صغارا في حرب غزة السابقة واليوم هم اشبال يقاتلون والصغار اليوم سيصبحون اشبالا. اسرائيل زرعت وعيا جديدا مع ما يحصل من هذا الغرب المتواطئ وحقيقته وحقيقه اسرائيل. سنثبت للعالم ان هذا الوطن هو وطن العرب، وهذه المقدسات هي مقدسات الامة، وهذه جولة وستأتي بعدها جولات”.