تحقيقات

“برتبة” عميل…كيف يعمل الموساد على التجنيد من “نقاط الضعف” إلى “الخيانة”؟

يقدّم وثائقي “برتبة” عميل تفصيلاً عن عمل الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية من ناحية جمع المعلومات واختيار “الصّيد الثمين” وبعد ذلك تحليل كل البيانات المتعلقة بالشخص أو المكان أو البيئة المستهدفة، بالإضافة إلى شرح لأهداف الموساد وكيف يفكّر ويحدد فريسته.

على الجميع ان يعرف ان مصير الخائن هو الموت

إعداد وإخراج هالة بو صعب وإنتاج قناة الميادين

يجلسون خلف الشاشة، مُعتمة هي وجوههم كما كل شيء فعلوه. لا أصواتهم فيها ألفة “المخبرين” عن إنجازاتٍ وطنيّة ولا قصصهم تتجانس مع المبادئ الإنسانيّة والأخلاقيّة. هؤلاء هم العملاء، الذين غُرّروا في البدايات لكنهم لم يتراجعوا، أخذهم الخوف والذعر إلى غير ما وُعدوا به وطمحوا إليه. أغرقتهم شبكات الموساد الإسرائيلية بشتّى الوسائل وبالكثير من الأحلام الزائفة، لكنهم فجأة استيقظوا على كوابيس، وجدوا أنفسهم بعدها في نفق مظلم، وحدهم، يلفح الصقيع عظامهم، ولا أحد يأبه بهم.

هذه الحكايات يسلّط وثائقي “برتبة” عميل الضوء عليها، وعلى الطرق والأساليب المتّبعة التي يعتمدها جهاز المخابرات في تجنيد العملاء، وبعض العمليات الاستخبارية التي تُظهر الصراع المخفيّ بين القوى الأمنية في الوطن العربي والمقاومة مع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.

وكانت على مدى سنوات ماضية، بالتوازي مع الحروب العسكرية في منطقتنا، عملت حرب التجسس وإلى جانبها الحروب السيبيريّة باختراق عدد من الأجهزة الأمنية في الوطن العربي وكذلك المجتمعات العربيّة المستهدفة، أوّلها فلسطين وفي لبنان (في الثمانينات إلى عام 2000 وفي حرب تموز 2006). حروب يقودها أطراف لم يعدموا وسيلة لتحقيق غاياتهم، وفي مقدمتها جهازا الاستخبارات الأميركي والإسرائيلي، حيث زرعا معاً جواسيسهما ليس أولهم ولا آخرهم إيلي كوهن في سوريا.

ويتخلل الوثائقي (إعداد وإخراج هالة بو صعب وإنتاج قناة الميادين) مقابلات مع عملاء سابقين وضباط سابقين في وكالة الاستخبارات الأميركية، يتحدثون عن طريقة عملهم في الملفات الاستخبارية، ومنها ما يتعلق بالوطن العربي، مع تسليط الضوء على العمليات الاستخبارية النوعية التي حصلت في لبنان تحديداً وبمشاركة متخصصين في هذا الملف. وأيضاً يتضمن مقابلات مع مسؤول في جهاز الأمن الفلسطيني وعدد من المتخصصين في الشأن الإسرائيلي.

ويوجّه جهاز الأمن الداخلي الفلسطيني لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية من خلال وثائقي “برتبة” عميل، رسائل أمنية بالصوت والصورة تنشر للمرة الأولى.

يشرح الوثائقي مدى العلاقة الوثيقة بين الاستخبارات الأميركية والموساد الإسرائيلي، ويقول راي ماكغفرن ضابط سابق في وكالة الاستخبارات الأميركية في سياق الوثائقي إنه “لن تستطيع فهم السياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط من دون أن تفهم “إسرائيل” وكيف تتحكم الأولى بها إلى حد بعيد. وستفهم سبب التقارب الكبير بين أجهزة الاستخبارات الأميركية والموساد مثلاً، فعلاقتهما وثيقة جداً”.

ويقدّم الوثائقي تفصيلاً عن عمل الاستخبارات من ناحية جمع المعلومات واختيار “الصّيد الثمين” وبعد ذلك تحليل كل البيانات المتعلقة بالشخص أو المكان أو البيئة المستهدفة، بالإضافة إلى شرح لأهداف الموساد الإسرائيلي وكيف يفكّر ويحدد فريسته.

والأمر اللافت هو الحديث عن كيف يتمّ تجنيد شخصيات في الموساد، وكيف يجعلون من الخيانة مهنة هؤلاء، خيانة البيئة والأصدقاء والعائلة.

“إجا لعندي ليساعدني لعلاج إبني لقيت حالي مربتط رسمي معاه”، يقول العميل السابق المحتجز في نفق مظلم تحاصره ذكريات المهمات السوداء. في ما يكشف الوثائقي عن محادثات سابقة جرت بين عملاء لبنانيين وفلسطينيين وضباط في الموساد وما الذي جرى بينهم من حديث.

الوثائقي يركز على العمليات الاستخبارية التي حدثت في فلسطين ويتطرق في شقّه الثاني إلى لبنان، بين القوى الأمنية اللبنانية والفلسطينية والمقاومة وبين أجهزة الإستخبارات الإسرائيلية. ويتطرق إلى عمليات نوعية نُفّذت للكشف عن متورطين وعملاء في جرائم اغتيال قادة المقاومة في لبنان وفلسطين.

لمشاهدة الوثائقي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى