أسامة سعد لوكالة أنباء آسيا: “طوفان الأقصى” أحيا القضية وبين مرشحي الرئاسة لهم مرشحوهم ولنا مرشحنا!
في لقاء خاص لوكالة أنباء آسيا، صرّح النائب في البرلمان اللبناني ورئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد أنّ عملية ٧ أكتوبر حطمت أكذوبة الجيش الذي لا يُقهر وأزالت القناع المزيف ل”قوة” العدو الاسرائيلي المزعومة، وتهالكت منظومته الاستخباراتية والعسكرية أمام شجاعة الم قاو مة الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني، فقام العدو بالرد على “طوفان الأقصى” بحرب إبادة ظنّا منه أنه يعوّض فشله العسكري أمام العالم من جهة، ويرد شيئًا من اعتباره أمام مستوطنيه الذين وجدوا أنفسهم في أرض الجحيم التي طالما ظنوا أنها “أرض الميعاد”، وذلك في خطة صهيونية خبيثة لتهجير الغزاوييين تهجيرًا قصريًا وطوعيًا عبر ضرب مقومات الحياة في قطاع غزة لإجبار أهله على الهجرة وهو هدف استراتيجي منذ نشأة الكيان الاسرائيلي على أرض فلسطين المحتلة، وكل هذا في سبيل تصفية القضية الفلسطينية. وفي حديثه لوكالتنا أشار النائب سعد أن عملية السابع من أكتوبر إنما هي محطة من محطات التحرير الكامل ومن قاوم فيها هو من جيل الش هيد محمد الدرة وفارس عودة،ومن سيقاوم فيما بعد هو ما تبقى من الجيل الحالي الذي يتعرض لحرب طاحنة وحرب إبادة مما ينذر العدو بمقا ومين أشرس في المستقبل، أما العلامة الفارقة في “طوفان الأقصى” فهي أن الشعب الفلسطيني بمقا وميه ورجاله يقاتل فوق أرضه في سبيل تحريرها ودفاعًا أيضًا عن الأمن القومي المصري الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بأمن فلسطين.
وعن تقييمه لدور مصر في حرب غزة، يرى د. أسامة أنّ مستوى التعاطي الحالي للدولة والحكومة المصرية لم يكن على مستوى آمال العروبيين في مصر وفلسطين التي يدفع أبناؤها حياتهم في سبيل حفظ الأمن القومي المصري الذي يُعتبر نواةً للأمن القومي العربي، أما الشعب المصري فقد كان ولايزال وفيًّا للقضية وقدّم لها من كل بيت أسير أو جريح أو شهيد، وقد شدّد سعد على ارتباط الأمن القومي العربي بالقضية الفلسطينية وأن أي مساس بهذه القضية هو مساس بالأمن القومي العربي.
وعمّا إذا هناك من تخوف من أن تضيع انتصارات الميدان وصمود الشعب الفلسطيني أمام تسويات سياسية كبرى؟
يرى د. سعد أن هناك نقاط ضعف قد تؤثر التوظيف السياسي للتضحيات الجسيمة التي يقدمها الم قا ومون والشعب الفلسطيني، وتتمثل هذه النقاط في:
– الانقسام الفلسطيني الداخلي.
– هزالة وانقسام وضعف الموقف العربي وتواطؤ البعض منهم على القضية وهو العمق الاستراتيجي الذي من المفترض أن يدعم ويدفع في اتجاه توظيف سليم للبطولات الميدانية التي قام بها الفلسطينيون، والمؤسف أن التعاطف والاحتضان العربي الاقليمي ليس بحجم الانجاز الذي حققته غزة.
– المفارقة بحجم التغيير في الموقف الشعبي على مستوى دول العالم الغربي وأميركا حيث ساهمت شعوبهم من خلال تعاطفها وتحركاتها الداعمة للشعب الفلسطيني بعد انتشار صور المجازر والقتل، الضغط على حكومات بلادهم وفرض تحوّل في مسار تعاطيها مع العدوان على غزة، فعملت الدول على تجميل صورتها أمام شعوبها عبر الالتفات الى الجانب الإنساني في غزة والسعي الى تجنيب المدنيين هناك مخاطر الحرب، على غرار ما قامت به فرنسا والمانيا اللتان استجابتا لضغط الشارع.
أما عن وضع المخيمات الفلسطينية لاسيما مخيم عين الحلوة الذي يوجد في مدينة صيدا الجنوبية، وهل ما زال المخيم قنبلةً موقوتة أو نارًا تحت الرماد قد تشتعل في أي لحظة؟
أشار النائب أسامة سعد أن هذا المخيم له رمزية تتعلق بحق الشعب الفلسطيني في العودة إلى وطنه، وصيدا تحتضن هذا المخيم وهو جزء من تركيبتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، والتنظيم الشعبي الناصري كان ولا يزال من المطالبين بالحقوق الانسانية والمدنية والاجتماعية للأخوة الفلسطينيين، لأن العيش الكريم للمواطن في ظل ظروف إنسانية يجعله أكثر تشبثًا بقضيته على خلاف ما يعتقده البعض في لبنان ممن يرون في التوطين دافعًا لتخلي الفلسطينيين عن قضيتهم.
وعن أمن المخيمات ووضع مخيم عين الحلوة بعد المعارك الدامية التي شهدها سابقًا؟
يرى د.سعد أن القيادات الفلسطينية قد أعادت النظر في سياساتها في الداخل اللبناني، مستفيدين من تجربتهم خلال الحرب الأهلية التي لم تكن لصالح قضيتهم فباتوا على حياد من الوضع الداخلي اللبناني، والصراع الذي ينشأ داخل المخيم إنما هو نزاع على القرار الفلسطيني سواء داخليًا او خارجيًا، ومن هي القوة التي تمسك بالورقة الفلسطينية لفرضها على الواقع الداخلي وفي التسويات الدولية.
أما في الوضع الحالي فقد انعكس الانقسام داخل البيت الفلسطيني على المخيمات جميعها لاسيما مخيم عين الحلوة لذلك فيقوم التنظيم بعقد اجتماعات دورية مع مختلف القوى والفصائل الفلسطينية للتخفيف من التوتر والخلاف، ولا يخفى الدور الكبير لمدينة صيدا والفعاليات الوطنية فيها لوقف الصراع داخل المخيم.
ويمكن ارجاع الهدوء في المخيم الى المساعي التي بدلت سابقًا ثمّ عملية “طوفان الاقصى” التي أعادت البوصلة إلى أرض الحرب الكبرى غزة، لكن الأمور لم تعالج بالكامل وهناك تعاون مع الجيش والأجهزة الأمنية لحفظ الأمن، ولا يمكننا الجزم بالهدوء الكامل والتام فقد تدخل أجهزة كثيرة على خط الفتنة لأن بعض الاستنفارات الأمنية والسواتر لا تزال قائمة في المخيم.
أما في موضوع الانتخابات الرئاسية اللبنانية فيرى سعد أنّ الوطنية تفرض نفسها على خيارات التنظيم الشعبي الناصري، فالسياسة الخارجية للبنان المرتبطة بموقعه وعمقه العربي وحيثيات جغرافيته تفرض تحديات ومخاطر، ومصالح شعبه وخياراتهم لموقع الرئاسة لا ترتبط بمصالح الطوائف ولا لإملاءات خارجية او إقليمية، فرئيس الجمهورية سيكون أمام مسؤوليات كبرى ذلك لأنه مخوّل في توقيع المعاهدات والاتفاقيات الدولية، لذلك فالمطلوب من المرشح أن يكون خارج التموضعات الطائفية وصاحب رؤية إصلاحية وقادر على نقل البلاد إلى دولة عصرية ومستقل عن المصالح الخارجية بحيث لا تتقاسمه المحاور الدولية او الاقليمية.
هل يجد د.سعد هذه الصفات في مرشح ما؟
يجيب د.سعد أنه قام بانتخاب الوزير السابق زياد بارود في الانتخابات الرئاسية السابقة، لكنه لا يجد حظوظًا لوصوله الى الكرسي في هذه المرحلة التي تختلط فيها المعادلات ويظهر فيها التدخل الاقليمي والخارجي واضحًا، ويجزم أن الانتخابات الرئاسية مؤجلة إلى حد ما حتى ينجلي الغبار عن حرب غزة وجبهة الجنوب والقرار1701.