تحقيقات

الفتنة ذاتها لكن بوسائل مختلفة

كتب: العميد الركن .م . بهاء حسن حلال

49 عاماً …
بوسطة عين الرمانة …
سيارة باسكال سليمان…
دراجة محمد سرور …
بوسطة او سيارة او دراجة ، وسائل نقل مختلفة لكن الفتنة واحدة.

منذ 49 عاما، صغارا كنا وفي منطقة عزيزة قطنا( اسمها سن الفيل)وكانت مدارسنا تضج فينا
واهلنا واقاربنا حولنا…
وفجأة تحولت حياتنا الى جحيم حيث اصبحنا ننتظر عبارة على الراديو (للراحل شريف الاخوي) :” سالكة وآمنة”،وهو كان يعني بها الطرقات المحفوفة بالخطر داخل الوطن .

حينها :
احتلت الطوائف الطرقات والشوارع وطافت العصبيات في الازقة وهامت رغوتها ليعلو صوت ازيز الرصاص ورائحة الدم .
ومن جراء القتل والقتل المضاد على وقع الحرب العالمية الباردة ، هُجرنا في الوطن من شطرٍ الى شطرٍ اخرْ وتبعا لهويتنا الطائفية ، وتقطعت اوصال الوطن ، وعبثت به الايام السوداء ، ولكن وللاسف وبعد كل هذه السنوات لم يتعظ الكثير من السياسيين والحزبيين والطائفيين من دروس وعِبر تلك المرحلة، فتراهم يحاولون اعادتنا الى تلك المآسي والاحزان .

فمنهم من يريد العيش المشترك فكان له الحزن المشترك، ومنهم من يريد التعايش والسلم الاهلي فكان له الافتراق والذل الاهلي ، ومنهم من يريد التقسيم وما زلنا نعاني من احلامه حتى اليوم.

فمن بوسطة عين الرمانة عام 1975 إلى جريمة جبيل وجريمة بيت مري 2024، التي راح ضحيتها باسكال سليمان لم يتغيّر شيء.
خطاب طائفي مذهبي
وإستعادة لغة الحرب بكل أشكالها.
ولن ننسى جريمة اغتيال محمد سرور
والتي لم تأخذ ذات الحيز الاعلامي والجماهيري مع انها خرق أمني موسادي خطير
فالخشية بحسب المطلعين، ان يكون هناك حرب تصفية حسابات داخلية وإقليمية تدور رحاها على الأرض اللبنانية، إلى جانب المخاوف من قبل المواطنين والدولة من استمرار وجود مخطط كبير خارجي ومتكئ على مرتكزات داخلية حزبية لتجنيس النازحين السوريين، بالتالي يبقى سؤالنا اليوم هل طرقات الحلول في لبنان سالكة وآمنة؟ وهل نحن مقبلون على أيام صعبة ؟ وهل سيأتي الحوار لكن بعد اراقة الدماء؟

اكتب اليوم ما اكتب لعلي أُسهم في ابعاد مشاهد الخوف والرعب والموت عنا وعن اولادنا و التي عانينا منها صغارا .
فإلى متى سنبقى ندفن راسنا في التراب كالنعامة ؟ ونهمل ذاكرتنا ؟
وننسى ماضينا المظلم؟

الفتنة تختبئ تحت الرماد ، والجمر حامي الوطيس ، هل قَدَرنا ان نعيش دائما ارهاصات الحروب والاحتلالات والمشاريع الفتنوية ؟
ليكن يوم 13 نيسان 1975 يوما للسلم الاهلي ونبذ الخطاب الطائفي التحريضي ورفض الممارسات الفتنوية على الارض اللبنانية..
حاولتُ كثيرا ان ادرس ابعاد هذه الحرب المستمرة على لبنان، فلم اجد الا التحريض واثارة النعرات الطائفية والابتعاد عن البُعد الاهم ،وهو البُعد الوطني.

فذكرى 13 نيسان 1975 هي محطة تاريخية تؤشر الى مراهقة هذا الوطن وابنائه والتي ما زالت مستمرة …
وأخيرا لعن الله من يوقظ الفتنة..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى