ثورة 23 تموز (يوليو) وفلسطين
بقلم: منير الصياد/ ألإتحاد الإشتراكي العربي – التنظيم الناصري
عندما نفذت المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى بعد الإعداد لها والتخطيط و التمويه والتنفيذ والتي أبهرت العالم وفاجأته والتي أتت إستمرارا” للنضال الفلسطيني على مدى تسعة عقود, أعادت للقضية الفلسطينية وهجها بعد محاولة طمسها وتشويهها من قبل العدو الصهيوني وحلفائه وعرّفت العالم برمته على القضية العادلة وأظهرت الوجه البشع للعدو الإسرائيلي وكشفت خدعة الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير والعدالة في الغرب وأحيت من جديد للشعب الفلسطيني حقه في الحياة الكريمة على أرضه في دولة حرة ومستقلة, عاصمتها القدس الشريف.
في 8 تشرين الأول (أكتوبر) وبدعم مباشر من الولايات المتحدة الأميريكية والحلف الأطلسي دعما” عسكريا” وأمنيا” وسياسيا” وماليا” قام العدو الإسرائيلي بمجازر وفظائع ووحشية في قطاع غزة طالت البشر أطفالا” ونساء” وشيوخا” وأمعنت في تجويع وتشريد ألاف العائلات وهدم البيوت والمستشفيات والجامعات ومحطات الكهرباء والمياه وقطعت عن الشعب الفلسطيني الغذاء والدواء. ولم تسلم الضفة الغربية والقدس من تلك الوحشية وهدمت المنازل وصادرت الأملاك وبنت المستعمرات (المستوطنات) وقتلت الصحافيين وأمعنت في القتل وألإعتقالات وأعلنت أن الضفة الغربية و القدس هما يهودا والسامرة (جزء من دولة إسرائيل التاريخية.) في خضم كل ذلك, أيقن الشعب الفلسطيني أن لا حل إلا بالمقاومة و “أن الحق من غير القوة ضائع” (جمال عبد الناصر).
منذ قيام ثورة 23 يوليو (تموز)- ثورة العدالة والتنمية والدفاع عن حق الشعوب – إعتبر جمال عبد الناصر أن القضية الفلسطينية هي قضية الشعب العربي وأن الدفاع عنها هو دفاع عن النفس في وجه أطماع إسرائيل في ثروات الأمة ومياهها بالإضافة الى أنها قضية حق و عدل. إسرائيل- الكيان الذي زرعته أوروبا في الشرق الأوسط وشرعنت الأمم المتحدة وجوده على قسم من الأراضي الفلسطينية – أصبحت عائقاً جغرافياً وبشرياً أمام الوحدة العربية.
لذلك قامت مصر منذ أوائل خمسينيات القرن الماضي بإطلاق مقاتلين مصريين وفلسطينيين في عمليات فدائيّة ضد العدو الإسرائيلي إنطلاقا” من غزة .وواجهت مصر والشعب المصري في العام 1956 حربا” شنتها عليها كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل إذ حاولوا إقصاء مصر عن دورها في دعم الثورة الفلسطينية ولكن مصر استمرت في دعم الشعب الفلسطيني وقضايا التحرر في العالم وذلك من خلال عزل إسرائيل كونها إستعمار إستيطاني إقتلاعي كإستعمار الجزائر و جنوب إفريقيا.
واستمر الصراع واستمر التآمر على مصر عبد الناصر فكانت هزيمة 1967 التي شنتها إسرائيل عليها – بدعم من الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبية-علّها تثني عبد الناصر عن دعم حركات التحرر في العالم والقضية الفلسطينية خاصة”. فكان الرد واضحا” “لا صلح مع إسرائيل, لا تفاوض معها ولا إعتراف بها” ولا تفريط في حق الشعب الفلسطيني (مؤتمر القمة العربية في الخرطوم) وأن السلام من غير القدرة عن الدفاع عنه إستسلام. (جمال عبد الناصر)
وخاض عبد الناصر حرب الإستنزاف من سنة 1968 وأعد الشعب والجيش لمواجهة العدو فجاءت حرب 73 المجيدة التي أعادت الأرض والكرامة. كما أصر عبد الناصر أن مقاتلة العدو هي الطريق الوحيد لإستعادة حق الشعب الفلسطيني – وأنها القضية الأولى للعرب والمقياس الوحيد الذي يحدد فيه الصديق من العدو.
وعلى طريق عبد الناصر, الناصريون في لبنان تبنّوا هذا النهج الواضح والناجع , وتلك الرؤية حول مستقبل الأمة. وكان لتنظيمنا دورا” كما لغيرنا في مقاتلة إسرائيل في عام 1978 وعام 1982 في جنوب لبنان و العاصمة بيروت. وسقط منا شهداء رووا بدمائهم أرض لبنان ومن أجله وأجل حقنا في فلسطين حرة عربية فكانت للجبهات المساندة وخاصةً في جنوب لبنان الأثر البليغ في قضايا التحرّر والوحدة.
والآن يتوجب علينا أكثر من أي وقت مضى تكملة مسيرة المقاومة وذلك يتطلب أولا” توحيد الجهد الناصري و التمسك بمبدأ أن المقاومة بكل أشكالها هي الطريق الوحيد للدفاع عن أنفسنا.
تحية لأرواح شهداء فلسطين…
تحية لأرواح شهداء الجيوش العربية التي قاتلت من أجل فلسطين تحية لشهدائنا في الجنوب دفاعا” عن لبنان وفلسطين..