كتب العميد الركن بهاء حسن حلال في العمليات الرادعة برا بحرا وجوا
استيقظ الجليل الغربي المحتل على وقع عملية نوعية مركبة استهدفت فيها المقاومة الإسلامية عبر مسيرات انقضاضية وصواريخ مدمرة ومنها الموجهة، مستعمرة الكوش، مما حدى المراقبين العسكريين بعد.اصابة الأهداف فيها وسقوط جنود وضباط العدو الاسرائيلي بين قتيل وجريح يمكننا القول انها شكلت كعملية اهم محطة مفصلية في هذه المواجهة النشطة (والتي لم ترقى برأيي إلى الآن إلى حرب) على الجبهة الجنوبية اسنادا لغزة ولمنع العدو من التمادي لتوسعة الحرب ، عبر مسار من العمليات يكون نموذجا متصاعدا من القتال المتداخل والمتطور على درجات ومستويات مهمة فمثلا :
عبر :
– نوعية وقدرة الاسلحة من صواريخ موجهة ومسيرات انقضاضيةوالتي تعتبر اليوم هي القوة الضاربة والكاسرة لكل التوازنات.
– توسيع عمق التدخل الجغرافي جنوبا وفي كافة الاتجاهات داخل مساحة الكيان حتى الجولان المحتل شرقا هذا في البر ناهيك عن عمليات أصبحت يومية منها ما شهدناه وادهشنا مثل ضرب : مناطيد التجسس والتحكم الراداري، وقاعدة ميرون الحاكمة جوا لبنان وسوريا وقبرص وتركيا وشما البحر الأبيض المتوسط، ومراكز القواعد العسكرية نبدأ بعرف العرامشة ولا ننتهي ببيت هلل وحيث أن أنواع الصواريخ تنافست فيما بينها ، من فلق ١ الى فلق ٢ ، إلى بركان ١ و٢ و٣ إلى صاروخ الماس المزود بكاميرا لضرب مناطق الزوايا الثاوية، الخ .. الخ…
ومن ردع البر نتلمس ردع البحر الذي يحافظ على ردع عام ٢٠٠٦ وما زال
الردع جواً اتٍ لا محالة
اما درة تاج عام 2024 في هذه المعركة هي المعارك الجوية والتي أثبتت المقاومة علو كعبها في هذا المضمار حيث شكلت المسيرات ليس فقط سلاحا رادعا في الشمال من فلسطين المحتلة بل كابوسا على رؤوس قادة المنطقة الشمالية مما أدى إلى هاجس يومي عند العدو وقادته اسمه فعالية سلاح المسيرات لدى حزب الله ومما زاد الطين بلة اهتزت صورة الردع الاسرائيلي بأكثر من ٧ درجات على مقياس ريختر حيث تم إسقاط مسيرات عدد ٢ او ٣ منهم هرمز 450 وايضا هرمز ٩٠٠ عبر سلاح مضاد للطائرات وهنا نجد انها المرة الأولى التي تعلن فيها المقاومة عن استهداف لهدف جوي إسرائيلي وبما أن هذا السلاح يمثل درة تاج الجيش الاسرائيلي وقوته الضاربة وهو سلاح متفوق بلا جدال .
واليوم او البارحة استهدفت المقاومة طائرات العدو الحربية والتي تعمدت خرق جدار الصوت فوق المناطق اللبنانية الامنة .
وبعد إستهداف المقاومة الطائرات الحربية الإسرائيلية فّتحت صفحة جديدة في المواجهة مع التأكيد على انها بصدد انهاء نقطة الضعف هذه ونقل مسار الوهن إلى حسن الاسرائيلي ، حيث ان استعمال المضاد للطائرات سيكون له انعكاس كبير على حرية حركة العدو في اجوائنا باتجاهنا او باتجاه الأصدقاء، كما أن هذا الردع في الجو يعتبر أحد أهم عناصر القوة في مفاوضات وترتيبات وقف إطلاق النار في الجنوب وطبعا في غزة لا سيما موضوع الطلعات الجوية فوق لبنان أو عبر اجوائه وهي مسألة استراتيجية وشديدة الأهمية للعدو لناحية جلب المعلومات.
أن استعمال المضاد للطائرات بفعالية هو عملية رادعة ستجعل ايضا العدو مربكا في تفكيره ومشوشا في قراراته ويظهر هنا نتانياهو بصورة العاجز لكن الإميركي دائما يدخل هنا لإنقاذه من براثن الحق.
إلا ان الردع الثلاثي فاجئ العدو : برسائل التهديد من البر ومن البحر و الجو ويعمل على تلافيها قدر الامكان.
ام انه يتابع الهروب باتجاه غزة لتأخذه في النهاية إلى مغامرة مكلفة لن يتحمل تداعياتها.
أن الردع هو محقق في البر والبحر ،وفي الجو هو في طور التحقيق، وهنا لا بد أن نقول أن هكذا إنجاز مع ما يمكنه من توفير معطيات ومبادئ عسكرية ثابتة يمكن أن يوفر ابعادا تكتية واستراتيجية ستؤكد عنجهية وطينة هذا العدو