تحقيقات

اليوم التالي فلسطيني بإمتياز

محمد سليم /اعلامي فلسطيني

كثر الحديث منذ ان بدأ العدو الصهيوني بحربه الهمجية على قطاع غزة عن اليوم التالي ,وسمعنا وما زلنا الى يومنا هذا عن مخططات صهيونية امريكية اوروبية وغيرها عن هذا اليوم الذي لا يعرف عنه الاحتلال أي شيء في حقيقة الامر سوى حبر على ورق وتصريحات رنانة , ومن هنا نلاحظ ايضآ تكثيف الجهود الدولية والاقليمية من قبل العدو الإسرائيلي لاستكمال عدوانه على قطاع غزة، ومحاولة التعويض ولو بصورة نصر وهمية لتعويض الفشل العسكري والفشل في تحقيق الاهداف المعلنة منذ بداية الحرب الهمجية على القطاع من خلال الطروحات السياسية الرنانة والغير مجدية ،لمحاولة ارضاء الذات على صعيد الداخل وايضآ لمحاولة ترميم الصورة الخارجية لهذا الكيان ، وهنا يدخل في مرحلة الوهم الذاتي لاقناع الداخل وإيهام نفسه أنه حقق ما يريد، وبنفس الوقت تكون العين على مستقبل هذا الكيان بما تبقى من سنوات ولو كانت عجاف ، وهنا يحاول ان يضمن ألا تستعيد حركة المقاومة سلطاتها، وألا تعود إلى حكم قطاع غزة من جديد، كل ذلك من خلال طروحات ووهم اليوم التالي ، ولا يمكن القفز على فكرة ترتيب الداخل الغزاوي بمشاركة عربية، وبطبيعة الحال رعاية دولية وضمانة أمريكية، وبذلك يكون الكيان قد تخلص من أعباء سكان غزة المعيشية والإنسانية وكل ما له علاقة بالحياة في القطاع المدمر ، وتكون بنفس الوقت قد نجحت بتحميل المسؤولية لهم وابعدت نفسها عن ذلك الكابوس ، بنفس الوقت ايضآ دأب الكيان على وضع الشروط عليهم منها ضماناتٍ سياسية وأمنية كانت تمني النفس بأن تحققها ولكنها فشلت ، ومن الواضح انهم يعلمون كما يعلم حلفائهم انه لا يوجد ولو بصيص امل لتحقيق ما تريد في الأفق القريب أو البعيد .

أمام كل تلك المؤامرات والمخططات الصهيونية الامريكية ، وفي ظل واقع مفروض وبقوة وهو صمود المقاومة والصمود الاكبر للشعب الفلسطيني مع كمية صبر وايمان منقطع النظير ، وبنفس الوقت المتغيرات الدولية، والمواقف السياسية المؤيدة للشعب الفلسطيني، وزيادة المعارضة العالمية ولو تدريجيآ للتوحش الصهيوني عليه،وزيادة الاعترافات الدولية بفلسطين، وحق الشعب الفلسطيني في إنشاء دولته المستقلة واستعادة أرضه المسلوبة ، ناهيك عن الموقف القانوني المتمثل بالدعوة المقدمة امام محكمة العدل الدولية من قبل جنوب افريقيا والاتساع الملفت للدول التي اعلنت انضمامها إلى جانب دولة جنوب أفريقيا بما خص تلك الدعوى المرفوعة ضد الكيان الصهيوني .
من هنا يجب الاستثمار من خلال عدة مكاسب منها , الجمعية العامة للامم االمتحدة والتأييد المتزايد لدولة فلسطين وبطبيعة الحال بما خص العضوية الكاملة بما تشمل جميع المؤسسات والاطر الدولية
الصورة النمطية للكيان وتحطيم هذه الصورة لدى الغرب وبنفس الوقت العزل لهذا الكيان وفضح السردية الصهيونية التي عمل عليها الكيان على مدى اكثر من 76 سنة ..

الشعور المتنامي لدى الغرب بشكل عام وبطبيعة الحال الولايات المتحدة الامريكية ان هذا الكيان اصبح عبئاً عليهم بكل التفاصيل السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية وشهدنا ما جرى من مظاهرات هددت بشكل او بآخر السلم الاهلي على المستوى الدولي وشعور بالعجز لدى تلك الدول على الاستمرار في الدعم الا متناهي لدولة الكيان .

بنفس الوقت الشعب الفلسطيني وما ابداه من قوة وصبر وحكمة وايمان ومقاومة وفعل ما لم يفعله شعب عبر التاريخ من خلال الصمود بكل معانيه وهذا ينطبق اولا على غزة مرورآ بالضفة وصولآ الى القدس وفلسطين المحتلة عام 1948 ليست ببعيدة والشعب الفلسطيني في الخارج .

من هنا يجب العمل بكل الوسائل المتاحة من قبل جميع اطياف الشعب الفلسطيني من اجل الاعلان عن تشكيل الاطار الفلسطيني الواحد ( حكومة وحدة وطنية ) ليست حكرآ على احد ، وشعبنا الفلسطيني لديه من الشخصيات الوطنية الصادقة والتي تجمع ويمكن ان يتفق عليها الجميع لترأس الحكومة المنشودة , وهنا يمكن لتلك الحكومة ان تعلن انها المسؤلة عن السيادة على قطاع غزة والقدس وحكمآ الضفة الغربية وهذا يجب ان يكون من ضمن البيان الحكومي ( خارطة طريق ) والتقدم فورآ بطلب إلى المجتمع الدولي للاعتراف بها والقبول بانضمامها إلى مؤسساته الدولية وخاصة في ظل تزايد الاعتراف الدولي بدولة فلسطين المنشودة .

اذا يجب الاعتراف اننا بحاجة كفلسطينيين الى خطوة غير مسبوقة صادقة , وطنية مخلصة لدماء الشهداء وبشكل سريع لقطع جميع الطرق امام تلك المخططات المطروحة , والاستفادة من الموقف الدولي الداعم في مكان ما ,للحفاظ على المكتسبات الطوفانية رغم الالم الذي يعتصر الشعب الفلسطيني على مدى 9 شهور حى الآن , وان نكون على قدر الفعل والمسؤلية من خلال الاطار المطروح هنا ( حكومة وطنية ) وابلاغ جميع من يسكن على هذا الكوكب ان اليوم التالي هو فلسطيني فقط فلسطيني , ولا يمكن وبنفس الوقت لا يسمح لأحد في هذه الارض ان ينوب عن الفلسطيني بادارة الشؤون او التحدث باسمه
هذا ليس وهم او حلم او هرطقة سياسية بل هي المسؤلية الوطنية والضرورة الحتمية للبقاء والمحافظة على فلسطين , الشعب , الارض , الحياة بكل معانيها وتبقى فلسطين
البداية والنهاية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى