تحقيقات

الوطن لا يُباع بتصريح، ولا تُشترى الكرامة من نيران الخصومة السياسية.

الصحافة اللبنانية الدولية

حين تصبح الوقائع أوضح من الأوهام: إلى من يريد تصفية العداء مع العدو

في لحظةٍ يسقط فيها شهداء على أرض الجنوب، وتتكرّر الاعتداءات الإسرائيلية على بيوت المدنيين، نسمع في الداخل اللبناني أصواتًا تُنادي بـ”التخلّص من العداء مع إسرائيل تدريجيًا”، أو تُقدّم الاحتلال على أنه “مصلحة وطنية”، أو تعتبر العدوان المتكرّر على الضاحية والجنوب مجرد “رسائل للدولة”.

لا بأس أن تختلف الآراء في السياسة، لكن من الخطر أن تُمسّ الثوابت الوطنية ويُعاد تعريف العدو، لمجرد الاستثمار السياسي أو تصفية الحسابات الداخلية.

إلى هؤلاء نقول، بكل احترام ولكن بوضوح لا لُبس فيه:

– العداء مع كيان محتلّ ليس مزاجًا شخصيًا، بل هو ناتج عن جرائم موثّقة منذ النكبة، إلى الاجتياح، فالمجازر، فالخطف، فقصف المدارس والمنازل والقرى الآمنة.

– لا أحد يملك صلاحية منح الاحتلال براءة ذمة، في وقت ما زالت دماء اللبنانيين لم تجفّ، من قانا إلى الضاحية، ومن عديسة إلى بنت جبيل.

– إن كان لديكم خلاف مع طرف داخلي، فلا تجعلوا من العدو منصة لتصفية الحساب، ولا تشرّعوا الاحتلال بتصريحات أقلّ ما يُقال فيها إنها سقطة أخلاقية ووطنية.

– وأخيرًا، لا أحد يزايد علينا بفكرة الدولة. فالدولة القوية تبدأ باعترافها بالعدو لا بمصافحته، وبمراكمة أسباب الردع لا بمحو ذاكرة الناس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى