هاجس الهزات الارضية يعيد تسليط الضوء على المباني المتصدعة
هاجس الهزات الارضية يعيد تسليط الضوء على المباني المتصدعة في صيدا ومخيماتها ويستنهض مؤسسات المجتمع المحلي لمواجهة اي طارىء
تحقيق حنان نداف
وطنية – اعادت الهزات الارضية التي تضرب لبنان هذه الايام بين الحين والاخر موضوع الابنية المتصدعة الى الواجهة ان في صيدا القديمة وخارجها وان في المخيمات الفلسطينية حيث يوجد عدد لا بأس به من الابنية التي تعاني شروخا وتصدعات بنسب متفاوتة، لعل اخطرها مبنى “بدير وحمدان” الكائن عند البوابة الفوقا والذي طالبت البلدية سكانه اواخر العام المنصرم بإخلائه فورا ضنا بحياتهم باعتباره متصدعا و آيلا للسقوط وهو ليس الانذار الاول والاخير الذي توجهه البلدية للسكان فقد سبق ان وجهت اكثر من انذار اليهم حفاظا على سلامتهم من دون تجاوبهم جميعا اذ لا يزال يقطن في المبنى نحو سبع عائلات من اصل ثمانين شخصا كانوا يشغلون نحو ثماني طبقات في كل منها ثلاث شقق بالاضافة الى محال تجارية ومكاتب.
والى صيدا القديمة لا تبدو الابنية فيها افضل حالا فلا تخلو الاحياء والازقة القديمة فيها من مبان متصدعة ولطالما سجلت حوادث سقوط اسقف غرف منازل فيها .
وعلى الرغم من تحرك الجمعيات الاهلية ولا سيما جمعية “محمد زيدان للانماء” في صيدا وقيامها بأعمال ترميم لعدد من هذه المباني الا انها لا تتعدى نسبة الخمسة في المئة من مجمل الابنية الموجودة في المدينة القديمة.
حكواتي
ويقول رئيس الدائرة الهندسية في بلدية صيدا المهندس زياد حكواتي ان “بلدية صيدا باعتبارها سلطة محلية أجرت كشفا نموذجيا للبيوت في صيدا القديمة منذ العام 2012 وتبين ان هناك عددا كبيرا من المنازل بحاجة الى اعادة ترميم وتأهيل الا انه للاسف لم يتوفر التمويل اللازم لذلك”.
ولفت الى ان” جمعية محمد زيدان تقوم باعادة ترميم عدد من المباني لكنه لا يتخطى الخمسة في المئة من مجمل المباني التي تحتاج الى اعادة تأهيل في المدينة القديمة ”
واعتبر ان “هناك مشاكل متفرعة لواقع المباني في المدينة القديمة من بينها اهمال المالكين للمبنى وعدم قيامهم بالصيانة اللازمة من معالجة مشاكل الصرف الصحي والنش وغيرها وان هذه الامور تُضعف المبنى وتؤدي مع الوقت الى تصدعات وشقوق، كذلك المخالفات العشوائية حيث قام عدد كبير من السكان بالبناء فوق المباني بطريقة غير شرعية ونحن كسلطات محلية لم نتمكن من مكافحة هذه المخالفات ، اما المشكلة الثالثة فهي عدم رغبة المالكين في استثمار املاكهم وعقاراتهم واهمال نقل الملكية وعدم القيام بأي صيانة تذكر ”
وبالنسبة الى خطر الهزات على واقع الابنية الموجودة في صيدا القديمة، لفت حكواتي الى ان “الخطر الذي تشكله الهزات او الزلزال، ان حصل لا سمح الله، يعادل الخطر على المباني خارج المدينة القديمة وحتى انه بنسبة اقل نظرا لعدم وجود مبانٍ شاهقة الارتفاع وكذلك اصطفاف المباني الى جانب بعضها ”
وأشار الحكواتي الى ان “المباني في عموم مدينة صيدا التزم متعهدوها المواصفات المطلوبة ولا يوجد اي غش في مواد البناء الاساسية وهذا امر ايجابي”.
وبالنسبة الى التخوف من سقوط المباني جراء اي هزة محتملة، لفت الى ان “اخطر مبنى في صيدا هو مبنى بدير وحمدان الكائن عند البوابة الفوقا وقد سبق ان حذرت البلدية سكانه ودعتهم الى ضرورة اخلائه لان اساساته متصدعة وآيل الى السقوط، لذلك نعتبره من المباني الخطرة في المدينة وهو مؤلف من ثماني طبقات ونحن نجدد نداءنا الى الاهالي حيث لا يزال فيه نحو سبع عائلات، بإخلائه فورا حرصا على سلامتهم ”
المخيمات
والى المخيمات الفلسطينية ولا سيما مخيم عين الحلوة الذي يضم نحو 11الف وحدة سكنية تعاني نسبة كبيرة منها من تصدعات وشروخ ولطالما سجلت حوادث سقوط أسقف منازل بين الحين والاخر ويقول مدير الاونروا في منطقة صيدا الدكتور ابراهيم الخطيب ان “الاونروا قامت بمسح شامل لمختلف منشآتها من مدارس وعيادات ومكاتب داخل وخارج المخيم للتأكد من سلامتها”، وردا على سؤال عن اجراء مسح للمنازل في المخيم لفت الى انه “لم يتم اجراء مسح سوى لمنشآت الاونروا”، مشيرا في الوقت نفسه ان “الاونروا في حال تلقت اي شكوى عن اي منزل فالفرق الهندسية التابعة لها على جهوزية للكشف واجراء المقتضى”.
اضاف: “تلقينا شكوى عن منزل في مخيم المية ومية وتم ارسال فريق هندسي للكشف. إن الاونروا عملت على ترميم نحو 3000 منزل داخل مخيم عين الحلوة خلال العشرة أعوام السابقة بمواصفات عالية واليوم وفي حال تلقينا اي شكوى سنقوم بما يلزم”.
المجتمع الاهلي
ازاء هذا الواقع وفي ظل تراجع دور الدولة ومؤسساتها نتيجة العجز الموجود على المستويات كافة تنشط مؤسسات المجتمع الاهلي والمحلي في مدينة صيدا التي لطالما بقيت في جهوزية تامة ازاء اي استحقاق او طارىء.
حمتو
ويقول رئيس “تجمع المؤسسات الاهلية في صيدا والجوار” ماجد حمتو:”إن العمل الاهلي ليس بجديد على مدينة صيدا التي اعتاد اهلها التطوع ومساعدة بعضهم”.
وقال:” لدينا في تجمع المؤسسات الاهلية خطة طوارىء تلحظ كيف نتصرف في وقت حصول كوارث طبيعية ولا سيما زلزال وفي وقت الحروب العسكرية ”
تابع : “منذ حصول زلزال تركيا وسوريا وما شهدته منطقتنا من هزات ارتدادية تداعينا في تجمع المؤسسات وكنا معنيين لمساعدة اهلنا في سوريا وتركيا وبالتوازي تداولنا بالاجراءات التي يجب اتخاذها في حال حصول اي طارئ لا سمح الله طبعا، تبعا لحجم الكارثة وضمن امكانياتنا الموجودة من فرق انقاذ واجلاء وتقديم الاسعافات الاولية وقد توجه قسم منهم الى تركيا وسوريا لتقديم المساعدة .”
اضاف:” طبعا المرحلة الثانية التي تتعلق بموضوع الايواء وتأمين ما يلزم وهذا موجود ضمن برنامج التدخل الانساني في حال الكوارث” .
واشار حمتو انه “للاسف لم ينقصنا الى جانب ما نعيش به من ازمات ان يأتينا اليوم هاجس الهزات ونحن نعرف الوضع الذي تعانيه الجهات الرسمية حيث لا يوجد تمويل ولا امكانات ونحن كمؤسسات اهلية نبقى اكثر مرونة بحيث نستطيع تأمين تمويل”.
وقال:” اجتمعنا في سرايا صيدا مع المحافظ وكان الاجتماع لتقييم الواقع ووضع الاقتراحات المطلوبة لنرى كيف يمكن التعامل مع اي طارىء وللاسف الجميع يعلم ان ادارات الدولة تعاني ما تعانيه نتيجة الوضع السيء الذي تشهده البلاد. يبقى رأسمالنا الحقيقي القوة البشرية وتجاوب الناس وتطوعها ويبقى املنا بألا يحصل اي مكروه لهذا البلد لان الناس يكفيها ما تعانيه ولكن نحن كمؤسسات مجتمع مدني مؤمنون بدورنا وعلينا ان نبقى مستعدين لمواجهة اي طارىء بكل الامكانات”.