“النافعة”… حيث الاسم يُنافي الفعل.. إذلال المواطن سياسة “ممنهجة”

في اللغة العربية، “النافعة” هي التي تجلب الخير، وتمنح الناس ما ينفعهم، ويُخفّف عنهم العناء. هي الكلمة الطيبة، والعلم النافع، واليد التي تمتد بالعون.
لكن في لبنان، تحوّلت “النافعة” إلى نقيض معناها.
– فبدل أن تُفيد المواطن، تُثقل كاهله.
– وبدل أن تيسّر أموره، تعقّدها.
– وبدل أن تكون بابًا للإنجاز، صارت دهليزًا للذلّ والانتظار.
تدخلها في الصباح، تظنّ أنك ستخرج بمعاملة منجزة، فتخرج في المساء محمّلًا بالورق والتعب والانكسار.
هي نافعة في اللغة، مؤذية في الواقع.
هي عنوان لمأساة إداراتنا، ولخسارة المواطن لأبسط حقوقه: أن يُعامل بكرامة.
🔴 فأيّ نفع هذا، إذا صار المواطن يُذلّ في مكان اسمه “النافعة”؟
– الناس تُهان في طوابير الذلّ، والدولة تتفرّج.
– تُعطَّل مصالح المواطنين، وتُترك معاملاتهم رهينة الروتين والفساد واللامسؤولية.
ما يحصل ليس مجرّد إهمال.
إنه إذلال ممنهج، واعتداء يومي على حق المواطن في الكرامة. “فالنافعة” لم تعد نافعة، بل تحوّلت إلى مركز لتجريد الإنسان من صبره وإنسانيته.
وإذا بقيت الدولة صامتة، فالصمت تواطؤ.
تُظهر الصور الميدانية، التي نُشرت على صفحة الفنان والممثل ج.ح، مشاهد غير إنسانية لمواطنين من مختلف الأعمار، ينتظرون لساعات طويلة في ظروف تفتقر لأدنى مقوّمات التنظيم والكرامة.
وقد أرفق الفنان الصور بعبارة لاذعة جاء فيها:
“بدك تذلّ حدا؟ بعتو على النافعة يللي مش اسم على مسمّى. تفه على هيك دولة بتبهدل مواطنيها.”
عبارة تختصر شعور الآلاف من اللبنانيين الذين يعيشون واقع “النافعة” بكل ما فيه من إذلال وإهمال واستهتار بكرامة الإنسان.