تحقيقات

عودة النازحين السوريين.. الأعظم يظهر

فاطمة سلامة

في إحدى المرات، سُئل نازح سوري في لبنان على الهواء مباشرة: لماذا لم تعُد الى وطنك سورية رغم أنها باتت آمنة؟ لم يُفكّر النازح وأجاب بسرعة: لأنّ مفوضية الأمم المتحدة لشؤون النازحين (UNHCR) “تقطع” عني المساعدات في حال عُدت. وفقًا للإجابة المذكورة يتبادر الى ذهن أي مشاهد سؤال بديهي جدًا: لماذا لا تُكمل الأمم المتحدة مساعداتها للسوريين على أرضهم وهي بذلك تساعدهم على استعادة الاستقرار المنشود ما يُغيّر حياتهم للأفضل؟! ما الذي يتغيّر بالنسبة للأمم المتحدة سواء قدّمت المساعدات لهؤلاء “المنكوبين” في لبنان أم في سورية طالما أنّ التكلفة ذاتها؟.

البحث عن الإجابات للأسئلة المذكورة لا يكبّد عناءً أي مراقب لطريقة مقاربة المنظمات الدولية ومعها الدول الغربية الراعية لها على مدى سنوات من الأزمة ملف النازحين السوريين. ببساطة، ثمّة مخطّط كبير تسعى اليه تلك المنظمات ومن يدعمها لتوطين النازحين السوريين في لبنان. انطلاقًا من هذا العنوان الكبير “تدعم” تلك المنظمات النازحين على أرض لبنان. وعليه، ليس المقصود من وراء الدعم أي هدف إنساني بل سياسي بحت. وليس أدل على ذلك مما يُنشر بين الحين والآخر عن عمليات ترغيب وترهيب تمارس في مخيمات النزوح لثني النازحين عن العودة وإبقائهم في لبنان.

أمس الأربعاء (13/7/2013) تأكّد المؤكّد بأنّ كل الشكوك والاتهامات التي توجّه الى الدول الأوروبية ومن يُغرّد في سربها في محلها. الجزء الأعظم مما خفي ظهر وفيه تصويت البرلمان الأوروبي بأغلبية “ساحقة” على قرار يدعم إبقاء النازحين السوريين في لبنان. ما كُشف لم يكن مجرّد تسريبات صحفية بل اعتراف واضح وصريح من النائب الفرنسي في البرلمان الأوروبي تيري مارياني الذي صوّت ضد القرار ووصفه بالإهانة للبنانيين ومستقبلهم. وعليه، تصرّف البرلمان الأوروبي وكأنّه “الوصيّ” على لبنان. كأنّ الأرض اللبنانية ملكه يفعل بها ما يشاء ويهبها لمن يشاء متناسيًا قرار ملايين المواطنين في هذه الجمهورية.

شرف الدين: يتدخّلون في شؤوننا الخاصة وكأنهم أوصياء علينا

أمام هذه التطورات، ثمّة من يسأل عن موقف الحكومة اللبنانية إزاء هذا الاعتداء الصارخ على القرار اللبناني. وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال الدكتور عصام شرف الدين يستنكر في حديث لموقع “العهد” الإخباري هذه الخطوة فيؤكد أنّ ما صدر مُجحف ومرفوض كليًا من قبل الحكومة اللبنانية والبرلمان اللبناني والأوساط الشعبية بأكملها. وفق شرف الدين، فإنّ وسائل الإعلام والرأي العام اللبناني بكافة أطيافه يستنكر ما حصل.

يستغرب شرف الدين كيف يتدخّلون في شؤوننا الخاصة وكأنهم أوصياء علينا و”يتكارمون على ظهرنا وعلى ظهر النازح السوري المظلوم”. يعود شرف الدين ويكرّر: “هذا الأمر مرفوض”. وهنا يوضح شرف الدين أنه وجّه رسالة طالب فيها بانعقاد مجلس وزراء طارئ لبحث ما أعلنه النائب الفرنسي والرد على كلام مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل في مؤتمر بروكسل. يكرّر شرف الدين المطالبة بضرورة انعقاد جلسة الحكومة للتعجيل بالزيارة الى سورية لوضع آلية وبروتوكول بين البلدين لتنفيذ العودة السريعة بالتنسيق مع الدولة السورية بعد زيارة الوفد الرسمي. وفي الختام، يسأل شرف الدين: لماذا لم يتواصل وزير الخارجية اللبنانية عبد الله بو حبيب بعد مع وزير الخارجية السورية فيصل المقداد؟.

موقع العهد الاخباري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى