سياسة

المؤتمر الصحفي الذي عقدته حركة حماس

المؤتمر الصحفي الذي عقدته حركة حماس اليوم الثلاثاء (5-12-2023) في العاصمة اللبنانية بيروت مواكبةً لتطورات العدوان الصهيوني الإرهابي المتواصل على قطاع غزة


 
بسم الله الرّحمن الرّحيم
 
{إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}
 
لليوم الستين، يواصل الاحتلال النازي حربه العدوانية الهمجية على شعبنا الفلسطيني، وارتكاب المجازر وجرائم التجويع والتعطيش واستهداف المستشفيات وكل مقوّمات الحياة الإنسانية، بدعم أمريكي وصمت وتقاعس وتخاذل دولي، ارتقى خلالها نحو 16000 شهيد، 70 % منهم أطفال ونساء، وأصيب أكثر من 42 ألف جريح، وفي الضفة الغربية المحتلة ارتقى 262 شهيداً.
هؤلاء الشهداء ليسوا أرقاماً، فلكلّ شهيدٍ قصة إنسان يحمل أملاً وحلماً في حياة حرّة كريمة كباقي سكّان الأرض، لكنَّ هذا الاحتلال النازي قتلها بوحشية وهمجية، لتبقى دماؤهم لعنة تطارد القتلة والدَّاعمين لهذا الكيان، وكل الصَّامتين والمتخاذلين في وقف هذه الحرب العدوانية.

نسأل الله تعالى الرّحمة لشهدائنا الأبرار، والشفاء العاجل للجرحى والمرضى، ونبعث بتحية البطولة والصمود لشعبنا الصَّابر المرابط الرّاسخ على أرضه، والرّافض لكل مخططات العدوان والتهجير. 
وبتحيّة الفخر والاعتزاز برجال كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام والمقاومة الفلسطينية، الذين يسطّرون ملحمة أسطورية على أرض غزَّة، انتصاراً لشعبنا وحقوقه ودفاعاً عن الأرض والمقدسات، وهم يثخنون في جيش العدو الصهيوني، ويمرّغون أنف جنوده وضباطه في تراب غزَّة، الذي سيكون مقبرة لهؤلاء الغزاة، ونشدّ على أيادي شبابنا الثائرين في الضفة الأبيّة القابضين على زناد الاشتباك مع جنود العدو. 
نبدأ الحديث اليوم:

أولاً: جرائم ومجازر الاحتلال النازي ومخططات التهجير:
 
• مجازر الاحتلال المروّعة بحقّ المدنيين العزَّل والقصف الهمجي دون توقّف منذ استئنافه العدوان، لكل المنازل والبنى التحتيَّة من مستشفيات ومساجد ومدارس تأوي النازحين، يكشف سلوكه الانتقامي بسبب حجم الخسائر في جنوده وعتاده العسكري وقوّة ضربات كتائب القسَّام المظفرة.

• هذه المجازر البشعة المتواصلة ضدّ شعب أعزل، التي لم يشهد لها العصر الحديث مثيلاً، تتم بدعم وحماية أمريكية كاملة، وأسلحة أمريكية ذكيّة ومتطوّرة، لا ينقطع وصولها لهذا الاحتلال النازي، ممَّا يحمّل الإدارة الأمريكية ورئيسها (بايدن) مسؤولية هذه المجازر التي يندى لها جبين الإنسانية.

• إنَّ هذه المجازر النازية ليس مقصورة على قطاع غزَّة، فهي متواصلة في كل مدن وقرى ومخيمات الضفة والقدس المحتلة، فهذا العدو النازي يشنّ حرباً همجية ضد كامل شعبنا الفلسطيني.

• هذه المجازر لم ولن تفلح في تحقيق مخططات الاحتلال النازي في تهجيره شعبنا وكسر إرادته، هذا الشعب البطل يسجّل بكبريائه وشموخه ملحمة أسطورية سيخلّدها التاريخ مثالاً لشعبٍ حرٍّ أبيٍّ يدافع عن نفسه وأرضه ومقدساته.

• لا وجود مناطق آمنة في كامل قطاع غزَّة كما يدّعي ويروج له جيش الاحتلال النازي، فالاحتلال حوّل كلّ أراضيها مساحة حرب شاملة لآلة حربه الهمجية، تستهدف الأطفال والنساء وكل مقوّمات الحياة الإنسانية.

• بالأمس، كانت الذكرى 67 لمذبحة خانيونس الأولى عام 1956م، التي ارتقى فيها أكثر من 520 شهيداً، واليوم يعيد هذا العدو النازي المجزرة ذاتها بحقّ المدنيين العزَّل، هذه هي حقيقة هذا الكيان الفاشي، لا يعرف إلا ارتكاب المجازر والمذابح بحقّ شعبنا بهدف التهجير والإبادة، لكنّ هذا الهدف لم ولن يتحقّق رغم كل هذه المجازر، التي لن تفلح في اقتلاع شعبنا عن أرضه وكسر إرادة الصمود لديه.

• نجدّد التحذير من كلّ المحاولات التي تتساوق مع مخططات الاحتلال لتهجير أهلنا من قطاع غزَّة، تحت أيّ مبرّرات أو ذرائع، فما هي إلاّ مخططات وأهداف صهيونية أمريكية نازية على حساب دماء وحقوق شعبنا.
 
ونقول بكلّ ثقة ويقين:
 
– أهداف نتنياهو المجرم وجيشه غير قابلة للتحقيق، وما يقوم به إنَّما هو وصفة للانتقام والتعطّش للدماء؛ وهي ليست علامة انتصار، بل مقدّمة لهزيمته ومحاكمته وزوال كيانه.

– الهدف الحقيقي لنتنياهو وجيشه وحكومته الإرهابية هو القضاء على الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته وحسم الصراع. . وهذا من سابع المستحيلات، وكما يقولون مثل أمل إبليس في الجنة؟!!

– بعد 60 يوماً من الحرب لم يتمكن نتنياهو وجيشه من انتزاع صورة انتصار سياسي أو عسكري، وهو حلمٌ لن يتحقق لهم، مهما طالت هذه الحرب..

– لا يمكن الانتصار على حركة حماس، ولا يمكن الانتصار على شعبنا الفلسطيني، ونؤكّد أنَّ نتنياهو وأركان حربه يغرقون أكثر فأكثر في مستنقع غزَّة.

– وهم جميعاً لم يستطيعوا تحرير محتجز واحد إلاّ بشروط المقاومة؛ ونجدّد التأكيد أنَّه لا تفاوض ولا تبادل إلاّ بوقف العدوان.

– نتنياهو يتحمَّل كامل المسؤولية عن حياة الأسرى والمحتجزين، بسبب تعطيله استكمال صفقة التبادل واستئناف العدوان، فهم يتعرَّضون لخطر القتل بالقصف الصهيوني، ونتنياهو غير معنيّ بهم ولا بعائلاتهم، ولا يهتم بحياتهم.

– ونجدّد التأكيد لحكومة الاحتلال النازية أنَّ المسجد الأقصى المبارك كان وسيبقى مسجداً إسلامياً خالصاً، ولن تكون لهم أيّ سيادة على شبر منه، ونقول لجماعات المعبد المتطرّفة التي أعلنت عن مظاهرة مساء يوم 7 ديسمبر؛ لاقتحام المسجد الأقصى وإزالة دائرة الأوقاف الإسلامية: إنَّ طوفان الأقصى الهادر لن يتوقّف على دحركم وكنسكم عن أرضنا وقدسنا وأقصانا.
 
ثانياً: المعاناة المستمرة والحاجات الإنسانية:

• لم تتوقف جرائم الاحتلال عند حدّ ارتكابه مجازر القتل بشتى أنواع القصف والتدمير الهمجي، فهذا العدو النازي لا يزال يمارس جريمة التجويع ضد أكثر مليوني مواطن فلسطيني، عبر الحصار ومنع وصول المساعدات الإغاثية، فمن لم يمت منهم بالقصف الهمجي مات بسبب الجوع والعطش، في جريمة صهيونية يندى لها جبين الإنسانية.

• أمام استهداف الاحتلال لكل مقوّمات الحياة الإنسانية والبنية التحتية في قطاع غزَّة، من مولدات الكهرباء، والآبار، والمخابز، والمستشفيات، ومراكز الإيواء والنازحين، فإنَّنا نحذّر من ارتفاع أعداد الشهداء، بسبب المرض والجوع والعطش، ممّا ينذر بكارثة إنسانية، لذا فإنَّنا نهيب بدولنا العربية والإسلامية وأصحاب الضمائر الحيّة إلى تحمّل مسؤولياتهم الإنسانية والأخلاقية.
 
– من حقّ شعبنا وأهلنا في غزَّة أن يعيشوا حياة حرَّة وكريمة، بلا حصار ولا جوع ولا قصف ولا تهديد.
– ولن ينعم الإسرائيليون بالأمن والهدوء، حتَّى ينعم به شعبنا، وأهلنا في غزَّة العزَّة.
 
وأمام ارتفاع حجم المجازر بحق المدنيين والأبرياء من الأطفال والنساء، مع تزايد أعداد الجرحى والمرضى والنازحين في المدارس ومراكز الإيواء، فإنَّنا نجدّد دعوتنا:

– لوكالة الأونروا ومنظمة الصحة العالمية إلى تحمّل مسؤولياتهما الإنسانية والأخلاقية في استمرار تقديم خدماتهم الإغاثية لأهلنا في غزَّة، وعدم الرضوخ لضغوط وإملاءات الاحتلال.

– لكل المنظمات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى تكثيف دخولها إلى كل مناطق قطاع غزَّة، وإغاثة السكّان بكل مقوّمات الحياة الإنسانية.
– لدولنا العربية والإسلامية إلى التحرّك بشكل جاد وفوري إلى كسر الحصار الإنساني والغذائي والطبّي عن قطاع غزَّة، وتسيير جسور إغاثية متكاملة، وفتح المشافي الميدانية، في كل التخصّصات الطبية، وتزويد القطاع بالوقود والغاز والغذاء والدواء.
 
ثالثاً: الأكاذيب والدعاية الصهيونية والانحياز الأمريكي والغربي:

• لا تزال الإدارة الأمريكية بتصريحات مسؤوليها، تتبنّى بشكل فجّ ومفضوح الرواية الصهيونية، دون مراعاة أدنى معايير تحرّي الدقة والموضوعية والإنسانية، وآخرها تصريح مستشار الأمن القومي بأنَّ جيش الاحتلال لا يستهدف المدنيين في غزَّة، وهذا كذبٌ وتدليس واضح، وكأنَّ أكثر من 16 ألف شهيد، 70 % منهم نساء وأطفال ليسوا مدنيين!

• المزاعم والأكاذيب الصهيونية حول تعرّض بعض المحتجزات (للاغتصاب) تأتي للتغطية على مشهد المعاملة الحسنة التي تلقاها المحتجزين الصهاينة والأجانب في غزة والتي تنفي بشكل قاطع تلك الادّعاءات، حيث أزعجت هذه المشاهد الكيان النازي، الذي حاول يائساً شيطنة شعبنا الصامد ومقاومتنا الباسلة.

• وهنا نقول: إنَّ هذه المزاعم الباطلة لا وجود لها إلاّ في خيال شخصيات صهيونية متطرّفة تبيح لجنود الاحتلال الاعتداء الجنسي على الأغيار، ومستمدة من تحريض الحاخام الأكبر للجيش الصهيوني (إيال كريم) وإجازته للجنود اغتصاب النساء غير اليهوديات خلال أوقات الحرب.

• ندعو الوسائل الإعلامية في كل العالم إلى مواصلة نقل حقيقة المعاناة التي يعيشها أهلنا في قطاع غزَّة، وبشاعة الجرائم والمجازر التي ترتكب ضدّهم، والعمل بكل موضوعية ومصداقية لفضح الدعاية الصهيونية الكاذبة والانحياز والتبنّي لها، من قبل بعض وسائل الإعلام الأمريكية والغربية.

• إنَّ استمرار بعض وسائل الإعلام الغربية نشر الأكاذيب المضلّلة، من أخبار وتقارير لا أساس لها من الصحّة، سوى خدمة أجندات الاحتلال، لن تكون بمعزلٍ عن محاسبتها ومتابعتها قضائياً، وندعوها إلى تصحيح أخطائها، والتراجع عن هذا النهج الذي يضرب مصداقيتها ويجعلها شريكة في سفك دماء الأبرياء من أبناء شعبنا.

 وفي الختام:

• نجدّد دعوتنا لجماهير أمتنا العربية والإسلامية والأحرار في كل العالم إلى تصعيد كل أشكال التظاهر والمسيرات والحشود في كل المدن والعواصم والساحات، رفضاً لحرب الاحتلال العدوانية، وفضحاً لجرائمه، وضغطاً لوقفها.

• نثمّن كل مواقف الدول التي استقبلت الجرحى والمصابين من أهلنا في قطاع غزَّة، وندعو إلى تعزيز صمود وثبات شعبنا في قطاع غزَّة على أرضه، ورفض كل مخططات الإبادة والتهجير.

• أمام الشهادات المروّعة التي ينقلها الأسرى المحرّرون عن الانتهاكات المُمنهجة والجرائم الفظيعة التي يتعرّض لها الأسرى في سجون الاحتلال، فإننا نطالب كل المؤسسات الحقوقية والإنسانية والمنظمات الدولية بتحمّل مسؤوليتها والضغط على الاحتلال للسماح بزيارة الأسرى والاطلاع على أوضاعهم المزرية.

• نشيد بدور وموقف مؤسسة الأزهر الشريف من الحرب العدوانية على قطاع غزَّة، وإعلان شيخ الأزهر عن توفير منح دراسية كاملة لطلاب فلسطين الدارسين في جامعة الأزهر ومعاهد البعوث الإسلامية.
 
الرّحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى والنصر لشعبنا ومقاومتنا

وإنه لجهادٌ نصرٌ أو استشهاد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى