المرتضى: هناك مشروع شيطاني يحاك للبنان… ولا نريد التقسيم
شدد وزير الثقافة محمد وسام المرتضى على أن “الجنوبيين يقولون اليوم ان لا احد يمكنه ان يفرض علينا ما يجب ان يكون واقعنا، ولا احد يمكنه ان يمس حريتنا وحرية ارضنا”.
وفي احتفال بإعلان طرابلس عاصمة ثقافية للوطن العربي 2024 لمناسبة شهر رمضان قال المرتضى : “نحن مصرون على أن نردع الكيان السرائيلي الذي لا يزال يطمع بارضنا، وعلى أن اللبنانيين يرفضون التقسيم الشيطاني، لكي يبقى لبنان موحدا قائما على صيغة العيش الواحد والتي تمثلها طرابلس بحقيقتها الراسخة”.
وأضاف المرتضى “اسمحوا لي ان اعبر عن مشاعري وعن انطباعي انا في المدينة. وزير الثقافة يداوم في مدينة طرابلس انما يتثقف فيها وهذا كلام ليس للاستهلاك بالطبع ، فانا من الجنوب وتعرفون ما يعانيه الجنوب في هذه الايام، ونظريا في الحسابات العادية وجب علي ان اكون في الجنوب خاصة في هذه المرحلة وفي هذه الفترة، ولكن حقيقة ان نكون لبنانيين يعني اولا وفوق كل شيء وقبل كل شيء، ان نعي ما هي واجباتنا وان ندرك التحديات التي تواجهنا وان نواجهها”.
وتابع, “إخوانكم في الجنوب غير مقصرين وهم على مستوى المواجهة وهم مدرسة بذلك بكل ما للكلمة من معنى، وانا اتمنى من كل شخص هنا وخاصة الشباب، ان يعوا اننا امام شكل من اشكال الفرح والانتصار الجزئي على الاهمال والثقة بالنفس باننا نستطيع ان نغير واقعنا نحو الافضل، ولا يمكن لاي فرد مهما بلغ شأنه ان يفرض علينا كيف يمكن ان يكون واقعنا وكيف يمكن ان يكون مستقبلنا” .
واستكمل: “إخوانكم في الجنوب يقومون بهذا الامر وهم يقولون لا احد يمكنه ان يفرض علينا ما يجب ان يكون واقعنا ولا احد يمكنه ان يمسنا. نحن اكتسبنا حريتنا وحرية ارضنا في الجنوب في العام 2000 ونحن مصرون ان نردع هذا العدو الذي لا يزال يطمع بارضنا، وهذا شق المقاومة للعدو الخارجي فيما هناك عدو لا يقل أهمية عن ذلك العدو وهو الاهمال المزمن والمتعمد وبث الصورة البشعة لمدينة طرابلس، واقول هنا بكل راحة ضمير انه يمكن ولكل واحد موجود هنا ان يرفع رأسه نحو السماء كما يفعل اخوتكم في الجنوب، اخوتكم المقاومون الصامدون الذين يقولون نحن العزة والحرية والثبات قبل اي شيء آخر”.
وأردف: “وأنتم هنا يمكنكم ان ترفعوا رؤوسكم وتقولوا طرابلس سرها انها تعيش صورتها الحقيقية، وان طرابلس ليست مدينة ظلامية وان طرابلس الفرح، ليس اي فرح، فرح الانتصار على الواقع البشع، فرح بالثقة بالمقدرات الذاتية، وفرح ان تكون طرابلس منتصرة دائما ومتميزة، ومن لا يرى ذلك فعلا فهو مضلل ولا يرى الا ما يحب ان يراه وما رسمه من صورة نمطية عن عمد”.
ولفت الى ان “سمعنا رئيس بلدية طرابلس يقول ان الوزير المرتضى يعتبر ان طرابلس يمكن ان تكون دولة مستقلة. اقول في هذا الشأن انني قلت ان هناك مشروعا شيطانيا يحاك للبنان يهدف لتقسيمه ولزرع فكرة في اذهان اللبنانيين بانه لا إمكانية للاستمرار في العيش معا، وطرابلس مع افتراض تنفيذ هذا المشروع الشيطاني لا قدر اللهفهي الوحيدة التي تمتلك مقومات الصمود والاستمرار لانها تمتلك الامكانيات كافة التي تجعل منها حقيقة مشروع دولة، ففيها المرفأ والمعرض والمصفاة والمطار وتفاعلها الايجابي بينها وبين محيطها, وعندها البحر والجزر والجبل”.
وتابع, “وأهم ما تمتلكه المدينة ايضا شباب وشابات، رجال وسيدات يشبهون ياسمين غمراوي وهم يستوفون كل عناصر المصداقية والنوايا الحسنة وهم مصرون على اظهار الوجه الابهى لمدينة طرابلس. وجوه الناس الطيبة المؤمنة المنفتحة على تغيير واقعها والمتمسكة بالاخر وفرحة به، وهذا لا يوجد في اي مكان آخر، وهذا ما يجعل من طرابلس مدرسة ويؤهلها لاعطاء دروس على هذا المستوى حتى لوزير الثقافة”.
وقال: “انا قلت شيئا اضافيا، نحن لا نريد التقسيم ولن ينجح هذا المشروع الشيطاني ولبنان سيبقى موحدا وسيبقى قائما على صيغة أساسية استثنائية، صيغة العيش الواحد بين اللبنانيين مسلمين ومسيحيين والاهم هو تمسك اللبنانيين مسلمين ومسيحيين بالقيم الموحدة الجامعة، وما قلته وما اقوم به في مدينة طرابلس ليس فقط لطرابلس، بل نحاول ان نرسخه في اذهان الطرابلسيين وفي ذهن كل اللبنانيين أنه قد يكون شفاء كل لبنان من خلال طرابلس، شفاء على مستوى الانسان وشفاء على مستوى الاقتصاد”.
وأردف مرتضى: “لا تسمحوا بعد الان لاحد بأن يصفكم ومدينتكم بالفقر، فالفقير وانتم تعرفون ذلك، ليس الذي لا يمتلك المال، الفقير هو الفقير بقيمه وبمقدرات شبابه وشاباته، والفقير هو الذي لا يمتلك ثقة بنفسه وهو الذي لا يعي مقدراته وما يمكنه ان يقوم به فعلا، وطرابلس على هذا المستوى غنية الى حد كبير. صحيح هي محرومة منذ عقود ومهملة لكن المتضرر فعلا ليس طرابلس ولا الطرابلسيين بل على العكس المتضرر هم سائر اللبنانيين الذين فوتوا على انفسهم التعرف الى مدينة طرابلس والإفادة من كل المقومات التي تضج بها”.
وختم: “السيدة ياسمين غمراوي انا انحني ها هنا تقديرا واحتراما لما تقومون به وافتخر بالغ الافتخار بكل احد منكم فلا ننتظر احدا. عبثا ننتظر من الداخل ومن خارج الحدود، لن يمد احد يده لنا لانتشالنا مما نحن فيه ولكن باستطاعة كل واحد منكم ان يكون على مثال ياسمين غمراوي”