تحقيقات

صفقة تبادل أم استمرار للعدوان الإسرائيلي؟!.

صفقة تبادل أم استمرار للعدوان الإسرائيلي؟!.

هل نحن ذاهبون الى صفقة تبادل ؟! وإيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ؟!…

محمد سليم إعلامي فلسطيني

أصبحت الأمورهنا معقدة حيث حاول الاحتلال الإسرائيلي تصدير مشهد بأن الفلسطينيين عبارة عن مجموعة من الأشرار.ولكن حين نمعن النظرللواقع ونراجع الأحداث إلى ما قبل السابع من أكتوبر نجد أن الأمور لم تعد كما كانت, ولا حتى أنفسنا,كلنا تغيرنا. شلال الدم النازف, الشهداء والجرحى, المعتقلين في السجون , النازحين بلا مكان آمن , والتدمير بحق كل ما هو حي داخل القطاع.هذا المشهد المليء بالعنف و الرعب والدمار وما يقابله من عنفوان فلسطيني وصمود منقطع النظير.. أثبت بأن فلسطين كانت ومازالت العنوان الأساسي للحق في مواجهة الباطل الهادف إلى دثر الهوية الفلسطينيه منذ عام النكبة و لا زالت الهوية الفلسطينيه تطرق أبواب العالم والضمير الإنساني.

لا شك أن التقديرات أشارت ومنذ انتهاء الهدنه أوائل الأشهر الأولى بعد السابع من أكتوبر إلى ان الاحتلال الإسرائيلي لا يريد فعليا إيقاف العدوان الإسرائيلي, وهذا ما شاهدناه من استمرار العمليه العسكريه في قطاع غزة والسيطرة على محور فيلادلفيا من قبل الاحتلال واجتياح رفح وتوغل القوات الإسرائيليه في كل مناطق قطاع غزة. ولعلنا نعود قليلا إلى تفصيلات الأمور أكثر فقد شهدنا فعليا تنفيذ خطة شارع ( 749) والذي يفصل القطاع إلى نصفين شمالأ وجنوبأ. هذه الخطة تنص على إعادة الاستيطان الى داخل القطاع وإعادة المستوطنات التي ازيلت في بداية الثمانينات والتي أضيفت الى ملحق اتفاقية كامب ديفيد. وتنص هذه الخطة أيضا على السيطرة على حركة المواطنين النازحين من وإلى شمال وجنوب قطاع غزة. هذا بالإضافة إلى اقتطاع جزء من حدود قطاع غزة والتي سميت بالمنطقة العازله وهي أراض انتزعت من مساحة القطاع. واقتراح الاحتلال لجهات غير مسيسة كجهات حاكمة للقطاع ما بعد الحرب,أو ارسال قوات عربيه أجنبية لإدارة القطاع بالإضافة إلى الكثير من الإقتراحات التي يحاول الاحتلال تمريرها داخل القطاع والتي منيت بالفشل والرفض الشعبي لغاية اللحظة.

هنا وجب القول أن هذا المشهد المطروح لا يعطي ابدا أي حل سياسي قابل للتنفيذ داخل قطاع غزة لان الاحتلال الإسرائيلي لغاية اللحظه وبعد مرور ست وسبعون عاما على النكبة الفلسطينيه لازال غير مدرك بأن الفلسطينيون يؤمنون بحقهم في الوجود وتقرير المصير ويرفضون أي خضوع وأي سيطرة اسرائيليه بل ودائما يؤكدون على حقهم بفلسطين, كل فلسطين, ومتمسكون بحق العوده. هذا الامر الذي حاول الاحتلال دثره عبر عقود كثيرة.. أما الآن لا يقتصر الأمر فقط على قطاع غزه وإنما أيضا على الضفة الغربيه التي أمعن الاحتلال في السيطره عليها وطمس حتى الإتفاقيات المبرمه بينه وبين السلطة الفلسطينيه والتي فرض عليها حصار مالي مشدد. هذا بالإضافة إلى فرض القوانين الاسرائيلية التي تقوم على ضم مناطق (ج وب ) إلى داخل الكيان الصهيوني وتقطيع أواصل المدن الفلسطينيه , والاقتحامات الدائمة للمناطق التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينيه أي مناطق( أ ) واعتراضه أيضا على اعتراف الدول بالدولة الفلسطينيه وتعزيز الاستيطان أكثر وأكثر داخل مناطق الضفة الغربيه.

أمام هذا المشهد..فإن أي حل سياسي يريده الكيان أي صفقه يريدها تقوم على هدف واحد وهو تهجير الفلسطينين وهدم مفهوم الكيان الفلسطيني والسيطرة التامة على من اختار البقاء في داخل الأراضي الفلسطينيه. وهنا دعونا نذكر بما قال بنيامين نتنياهو في بداية العدوان بأنه يريد تغيير خارطة الشرق الأوسط, أي تغير الكيانات, وما قطاع غزة والضفة الغربيه سوى بداية لمشروع اكبر قادم لمنطقة الشرق الأوسط يكون فيه الاحتلال الإسرائيلي هو المهيمن بشكل كامل عليها. وبالعودة للحديث عن الصفقه التي تحدث عنها الجانب الإسرائيلي بأنه وجد مرونة يمكن البناء عليها لدى حركة حماس ما هي إلا مناورة سياسيه قذرة من قبل الاحتلال , حيث يريد تهيئة الأمور للتوسع في معركة جديدة مع لبنان. هذا بالإضافة إلى إعادة تسوية الأمور مع الحدود الشماليه ومحاولة طمس احتجاجات أهالي عائلات الاسرى لدى المقاومه الفلسطينيه. بالإضافة إلى منح فرصة للمناورة للحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية. لذلك إذا نظرنا الى كل هذه المعطيات نجد أن الاحتلال لا يمكنه الذهاب إلى صفقه تشكل نصراَ للفلسطينيين بل يريد صفقه دون وجود سياسي أو فصائلي داخل القطاع .. وان كان هناك يمكن ان تكون هناك صفقة ما فانها لن تكون عادله ولن تكون سوى فرصة لكسب مزيدا من الوقت لا اكثر وبنظري لا أرى فعليا في الأفق القريب أي صفقة قادرة على تلبية الثوابت الفلسطينيه أو حتى أي مشروع سياسي يخدم الفلسطينيين بل أرى أننا ذاهبون باتجاه المعركة الكبرى وهي الوجود الفلسطيني. هذا الوجود الذي يعزز فقط بالوحدة الفلسطينيه والتي تشكل خط الدفاع الأول عن قضيتنا الفلسطينيه وحقوق شعبنا . وهنا فلا بد من الإجماع على برنامج سياسي متكامل تحت أطار منظمة التحرير الفلسطينية الجامعة للكل الفلسطيني. بالإضافة الى الإستمرار في البناء على ما انجز من اعترافات بالدولة الفلسطينيه وتركيز الجهد الدبلوماسي لاكتساب منجزات سياسيه تدعم موقفنا الوطني بشكل أوسع. المسألة الان لم تعد فصائلية والهدف هنا ليس حماس والجهاد الإسلامي وإنما أصبح الهدف هو الوجود الفلسطيني المهدد والذي يكاد يكون أشد خطرا من النكبة الفلسطينيه على شعبناعام 1948

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى