تحقيقات

حاج محمد … حنينٌ يأخذني اليك..

كتب: العميد الركن بهاء حسن حلال

قالها الحاج( رحمة الله عليه) قبل ان يترجل عن صهوة جواده ، قالها عند ترجل الامين على الدماء رحمة الله عليه، قال الحاج :

“انها امض وافجع لحظات عمري ، ليت الموت اعدمني الحياة ،ولعلي لاحقٌ به عما قريب شهيدا في اثره فتستقر بذلك روحي ..لا انعى نفسي ولكن لا طيب الله العيش بعدك يا سيدي وحبيبي وروحي التي هي بين جنبي”

استقرت روحك الان يا ايها الاخ العفيف و النظيف الكف ، رثيت نفسك خلال رثاؤك للامين على الدماء..

الاخ العزيز الحاج محمد ، ناضلت في كل الساحات بشجاعة لم تختبئ بل واجهت الخطر باشتياق الى الشهادة ، ابعدت الضؤ عنك طويلا ،شاركت بكل المناسبات بتواضع ملفت ، وكان تواضعك مميزاً ولن انسى حفل توقيع كتابي الاخير حيث كنت انت الداعم والمشجع الاول وحيث كان عنوانه

“حنينٌ يأخذني اليك” والان الحنين يأخذني اليك ..

عند سماعي لخبر الاستشهاد عادت بي الذكريات الممزوجة بالحنين الى كل اللقاءات والمناسبات الاجتماعية
التي كنتَ انت من يُصر على استضافتنا ولن انسى عاطفتك ، ولن انسى اخر لقاء والحزن الذي طغى عليه، ولن انسى انك كنت تعلم انك هدف جدي كما عبرت أخيراً …

اخي العزيز حنينٌ يأخذني اليك
يأخذني الى نكهة الشاي، الى الاحاديث الاخوية ، والى استماعك الملفت، والى رفعة اخلاقك ..

حقاً اخي العزيز سأفتقد لصداقتك الصادقة ، وسأفتقد الى افكارك وهدوئك ولجلساتك التي كانت جزأً من هذه الحياة فكيف سنُكمل ؟
الا اني ورغم كل ما اسلفت لا اعترض ابدا على حُكم الله عز
وجل، فشهادتك مستحقة نعم مستحقة وهنيئا لك بها…

اخي ..

وداعا يا من نشر الرعب في نفس العدو ، اعلاميا وميدانيا ونفسيا وهل ان الحرب النفسية تقل شأناً عن الحرب الميدانية ..
وداعا للطيب الخلوق والذي كان يجمع لبنان في مكتبه..
وداعا اخي العزيز ..
شجعتني على اختيار عنوان كتابي
وكان حنينٌ يأخذني اليك
حقا الحنين يأخذني اليك
رحمك الله يا بطل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى