تحقيقات

منتجات “صناعة إسرائيلية” تغزو الأسواق اللبنانية… والعدو يتسلل عبر التجارة


بيروت – موقع الصحافة اللبنانية الدولية

في تطوّر خطير ومثير للقلق، رُصدت في الأسواق اللبنانية مؤخرًا منتجات ذات منشأ إسرائيلي، من بينها ملابس وألعاب أطفال أبرزها “مسدسات الخرز”، ما يُعدّ خرقًا واضحًا للقوانين اللبنانية التي تمنع التعامل مع العدو الإسرائيلي، وتشكل انتهاكًا للسيادة الوطنية ومساسًا بالقضية التي لا تزال حية في ضمير اللبنانيين.

ورغم وجود قوانين صارمة تحظر إدخال أو تداول أي منتج مصدره إسرائيل، فإن هذه البضائع تمكنت من النفاذ إلى الأسواق بطرق مشبوهة، إما عن طريق التهريب غير الشرعي عبر الحدود، أو عبر تزوير بلد المنشأ واستخدام وسطاء من دول تقيم علاقات تجارية مع العدو.

ثغرات وغياب للرقابة

يطرح هذا الواقع تساؤلات جوهرية حول فعالية الرقابة الجمركية، ودور وزارة الاقتصاد والأجهزة الأمنية في ضبط الحدود والأسواق. فدخول بضائع إسرائيلية الصنع إلى لبنان لا يمكن أن يكون محض صدفة، بل يشير إلى خلل حقيقي في الرقابة أو تواطؤ من بعض المستوردين.

ويؤكد خبراء أن بعض هذه المنتجات تُدخل عبر دول وسيطة، وتُغيّر بيانات المنشأ لتبدو وكأنها أوروبية أو آسيوية، في حين أن منشأها الحقيقي هو إسرائيل. وتُستخدم في بعض الحالات تقنيات معقدة في التغليف والتصنيع لتمويه الحقيقة.

مسؤولية وطنية مشتركة

إن التصدي لهذا الخطر لا يقع على عاتق الدولة وحدها، بل هو مسؤولية وطنية مشتركة تشمل المواطنين والمؤسسات الإعلامية والمجتمع المدني.

وعلى الجهات الرسمية اتخاذ إجراءات عاجلة، أبرزها:

– تشديد الرقابة الجمركية على الحدود والمعابر الشرعية وغير الشرعية.

– فتح تحقيقات موسعة مع المستوردين والموزعين.

– نشر لوائح محدثة بالمنتجات المحظورة والجهات المصنعة المرتبطة بالعدو.

– تفعيل دور البلديات والشرطة الاقتصادية في الأسواق المحلية.

رسالة إلى المواطنين والأهالي

ندعو المواطنين الكرام، لا سيما الأهل، إلى توخي الحذر عند شراء الألعاب والملابس، خصوصًا تلك التي لا تحمل معلومات واضحة عن بلد المنشأ.
فشراء منتج إسرائيلي، عن قصد أو عن غير قصد، يُعدّ دعمًا مباشرًا لاقتصاد عدو لا يزال يحتل أراضٍ لبنانية وينتهك سيادتنا يوميًا.

أيها اللبنانيون،
لا تساهموا في تمويل آلة القمع التي تقتل أبناء شعبنا في فلسطين، ولا تسمحوا لبضائع العدو بأن تدخل منازلنا وتلامس أيدي أطفالنا.

وفي هذا السياق، لا بد من الإشادة بالدور التوعوي الريادي الذي تقوم به الصديقة المناضلة عفيفة كركي، إلى جانب “حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان”، الذين يواصلون فضح هذه الخروقات وملاحقتها، دفاعًا عن كرامتنا الوطنية وحقنا في مقاومة الاحتلال بكل أشكاله.

شجّعوا هذه الأصوات، وكونوا جزءًا من هذه المواجهة، فالتطبيع يبدأ من غفلة… والمقاطعة تبدأ من وعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى