الدخان الأبيض والدخان الأسود…كيف تُعلِن الكنيسة انتخاب البابا؟

🔹 الدخان الأسود: استمرار الحيرة
عندما لا يحصل أيٌّ من الكرادلة على ثلثي الأصوات، تُحرق بطاقات الاقتراع في فرن خاص، فيخرج من المدخنة دخان أسود كثيف (فوماتا نيرا)، في رسالة رمزية تقول للعالم: «لم يُنتخَب البابا بعد». هو لون الانتظار، وربما الانقسام، وأحيانًا علامة على أنّ الروح لم تهب كلمتها الأخيرة بعد.
🔹 الدخان الأبيض: بابا جديد
عندما يحلّ التوافق، يُشعل الحريق ذاته لكن بنتيجة مختلفة: دخان أبيض نقي يتصاعد فوق الفاتيكان (فوماتا بينكا) ليبشّر المؤمنين: لقد انتُخِب البابا. حينها، تُقرَع أجراس كنيسة القدّيس بطرس الفاتيكانية.
🔹تقنيّة الدخان
كلا الدخانَين، الأبيض والأسود، ينبعث من احتراق بطاقات الاقتراع التي يستخدمها الكرادلة في خلال الكونكلاف. بعد كل جولة تصويت، تُحرَق الأوراق في فرن مزدوج، ويُضاف إليها مزيج كيميائي خاص لتحديد لون الدخان. للحصول على اللون الأبيض يُستخدم مزيج من الزنك المعدني والكبريت النقي، ما يُنتج سحابة بيضاء كثيفة. أما الدخان الأسود فينجم عن احتراق مواد غنية بالكربون، كالحطب أو الورق غير المعالج، ما يُنتج غازات رمادية داكنة.
استُخدم هذا النظام المعقّد للمرة الأولى في انتخاب البابا بيوس الثاني عشر عام 1939. وقبل ذلك، كانت الكنيسة تعتمد على نوع واحد من الدخان أو الأجراس أو المدافع لإبقاء من هم خارج مجمع الكرادلة على علم بما يحدث.
لكن خلف الكيمياء والتقنية، يبقى للدخان بعد روحي عميق: فهو صوت الروح القدس وإعلان الرجاء، ورسالة وحدة من كنيسة تنتخب راعيها لا بالإعلام ولا بالعجلة، بل بالتأمّل، وبالإصغاء العميق إلى ما يطلبه الله منها اليوم.
(المصدر: وكالة آسي مينا )