تحقيقات

كيف تطوّر استقطاب وتجنيد العملاء في لبنان؟ الأساليب، الدوافع، وسبل الوقاية

الصحافة اللبنانية الدولية
اعداد: خالد عياد

لطالما شكّلت أرض لبنان ساحة خصبة للتجسس والتغلغل الأمني من قبل أجهزة استخبارات أجنبية، لا سيما العدو الإسرائيلي. ومع تعقّد الأوضاع الأمنية وتطوّر التكنولوجيا، تغيّرت أدوات وأساليب التجنيد، بينما بقي الهدف واحدًا: ضرب الأمن الوطني اللبناني من الداخل.

تحوّلات في آلية التجنيد: من اللقاءات السرية إلى العالم الرقمي

في الماضي، اعتمدت شبكات التجنيد على اللقاءات المباشرة في الداخل والخارج، عبر عملاء تم تدريبهم لتحديد أهداف “قابلة للاستقطاب”، غالبًا ما كانت تتم اللقاءات في قبرص، تركيا أو دول أوروبية.

لكن في السنوات الأخيرة، حدث تحوّل جذري، حيث أصبحت الوسائط الرقمية ومنصات التواصل الاجتماعي الميدان الأبرز للتجنيد. تشير مصادر أمنية إلى أن معظم حالات التجنيد الحديثة تبدأ برسائل مشفّرة، عروض عمل، أو حتى دردشات عادية على فيسبوك، واتساب، تيليغرام أو عبر بريد إلكتروني وهمي.

🔴 الأساليب المستخدمة: حيل نفسية ومغريات مالية

من أبرز الأدوات والأساليب التي يعتمدها العدو في تجنيد العملاء:

1. الابتزاز العاطفي أو المالي: استغلال ظروف صعبة يمرّ بها الشخص، كالدَين، الفقر، أو مشكلات شخصية.

2. العروض الوظيفية الوهمية: إرسال عروض مغرية من مؤسسات وهمية تطلب معلومات “أمنية أو لوجستية” ضمن شروط العمل.

3. الخداع الإيديولوجي أو السياسي: محاولة إقناع الشخص أن ما يفعله يصب في مصلحة لبنان أو قضيته.

4. استخدام التطبيقات الذكية: تطبيقات تبدو عادية لكنها تتضمن أدوات تعقب أو تواصل سري مع المشغّل.


5. اصطياد مواطنين في بلاد الاغتراب:
حيث تقل الرقابة الأمنية، ويتم استغلال الوضع النفسي للمغترب.

🔴 دوافع السقوط في شرك التجنيد

ليس كل من تورّط في العمالة فعل ذلك عن قناعة ففي الغالب، تبرز عدة دوافع منها:

– الطمع المادي في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة.

– الجهل الأمني وغياب التوعية.

– الرغبة في الانتقام بسبب خلافات سياسية أو شخصية.

– الابتزاز، خصوصًا في الحالات التي يتم فيها تهديد الشخص بفضيحة أخلاقية أو مالية.

“لا تمنح ثقتك لأيٍّ كان، ولا تفشِ أسرارًا قد تضرّ بوطنك.. أمان الوطن أمانتك.”

ختامًا: المعركة مستمرة… والوعي هو السلاح الأول

تؤكد الأجهزة الأمنية أن الحرب مع العدو لم تعد تقليدية فقط، بل أصبحت حرب عقول وشبكات وأجهزة رقمية. في هذا الصراع، يصبح وعي المواطن وحسه الأمني خط الدفاع الأول عن لبنان.

ومن هذا المنبر، ندعو كل مواطن إلى التعامل مع المجهول بحذر، والتصرف كعين ساهرة على أمن الوطن، لأن سقوط شخص واحد قد يفتح ثغرة في جدار الأمن الوطني.

إليك بعض التوصيات لتكون يقظًا، واعيًا، ومحميًا:

احمِ وطنك… احذر أن تكون هدفًا للتجسس!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى