مطاعمٌ تحت الضغط: كيف يواجه أصحاب المطاعم سلاح “الفود بلوجرز”؟

تحقيق – موقع الصحافة اللبنانية الدولية
بينما يتهيّأ لبنان لموسمٍ سياحي واعد، وتُفتح أبواب المطاعم والمقاهي على مصراعيها لاستقبال الوافدين والمغتربين والسياح، تزداد التحديات التي تواجه أصحاب هذه المؤسسات، ليس فقط على الصعيد الاقتصادي، بل أيضًا في التعامل مع ظاهرة متنامية تُعرف “بالفود بلوجرز” أو صنّاع محتوى الطعام.
ورغم الدور الإيجابي الذي قد يلعبه البعض منهم في الترويج للمطاعم اللبنانية، إلا أنّ هذا المجال بات يشهد تجاوزات وصلت إلى حد الابتزاز العلني والضغط غير المشروع على أصحاب المصالح، مما يهدد جودة الخدمة، وكرامة العاملين، وحتى صورة لبنان السياحية.
لذلك، نضع بين أيديكم هذه الإرشادات القانونية والمهنية، لحماية مؤسساتكم من أي استغلال، وللتعامل الواعي والفعّال مع أي “فود بلوجر” يخرج عن حدود المهنية والأخلاق.
في زمن تحوّل فيه كل هاتف ذكي إلى كاميرا إعلامية، وساحة التواصل إلى منصة تقييمات لحظية، يجد أصحاب المطاعم أنفسهم أمام ظاهرة متنامية: ما يُعرف بـ”فود بلوجرز”، أو صانعي محتوى الطعام، والذين بات بعضهم يمارس دورًا مزدوجًا بين الترويج والابتزاز.
الظاهرة تتوسع… والابتزاز مستمر
مع غياب القوانين الرادعة والرقابة الفعلية، يضطر كثير من أصحاب المطاعم في لبنان إلى مجاراة طلبات بلوجرز يطلبون “وجبات مجانية”، أو حتى “مبالغ مالية” مقابل منشور على إنستغرام أو فيديو على تيك توك.
وإن رفض صاحب المطعم، يجد نفسه تحت رحمة تقييم سلبي أو حملة سخرية مصورة قد تؤثر سلبًا على سمعته، لا سيما في موسمٍ سياحي واعد حيث المنافسة على أشدّها.
رسائل توعية لأصحاب المطاعم: لا تكن ضحية
ينصح خبراء الإعلام الرقمي وأصحاب الشأن القانوني بما يلي:
1. ضع سياسة واضحة للمكان: لا تقدم وجبات مجانية إلا من خلال بروتوكول واضح (بريد رسمي، دعوة إعلامية، اتفاق معلن).
2. اسأل عن هوية البلوجر: هل هو معروف؟ من جمهوره؟ هل لديه مصداقية؟ أم مجرد محتوى عشوائي؟
3. اطلب تصريحًا خطيًا عند التصوير: خاصة عند تصوير الزبائن أو فريق العمل أو المطبخ.
4. ميّز بين التعاون والترويج التجاري: إذا طلب البلوجر مبلغًا مقابل النشر، يجب أن يضع بوضوح عبارة “إعلان”، وإلا يُعد تضليلًا.
5. احتفظ بكل المراسلات والطلبات: قد تشكّل دليلًا قانونيًا في حال تم ابتزازك أو الإساءة إليك لاحقًا.
6. لا تخضع للتهديد: أي تهديد مباشر أو غير مباشر يمكن ملاحقته قانونيًا.
رأي قانوني: “السكوت يشجّع المعتدين”
“أي منشور يهدف إلى الإضرار بسمعة مؤسسة تجارية لأسباب غير مهنية قد يُعد تشهيرًا يعاقب عليه قانون العقوبات اللبناني. كما أن الابتزاز مقابل حذف محتوى يدخل في إطار التهديد الواضح، ويُعد جرمًا جزائيًا. أصحاب المطاعم مطالبون بالتبليغ وعدم التساهل، لأن السكوت يشجّع المعتدين.”
“في حال تعرّضت لأي ابتزاز أو إساءة عبر وسائل التواصل، لا تتردد في استشارة محامٍ مختص لحماية حقوقك واتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة.”
ردود قانونية متاحة: لا تتردد في المواجهة
🔹 النيابة العامة التمييزية: لاستدعاء البلوجر في حال وجود تهديد أو ابتزاز.
🔹مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية: لتوثيق النشر المؤذي وملاحقة المخالفين.
🔹وزارة الاقتصاد وحماية المستهلك: لتقديم شكوى في حال الإعلان الكاذب أو الترويج الخفي.
🔹وزارة السياحة: في حال الإساءة لمؤسسة سياحية لبنانية.
أنت صاحب مطعم؟ حافظ على كرامتك، ولا تخف من المواجهة القانونية. دعم الجمهور الحقيقي لا يُشترى بـ “لايكات”.
دعوة للتنظيم: أين الدولة من فوضى الدعاية؟
يدعو أصحاب المطاعم وناشطون إعلاميون إلى:
– سنّ قانون خاص للإعلانات الرقمية والمحتوى الترويجي.
– إنشاء قانون للبلوجرز المرخصين.
– فرض غرامات على من يروّج دون تصنيف واضح للمحتوى.
– تفعيل دور النقابات المهنية ومؤسسات الرقابة.
في الختام
لا يجب أن يتحوّل الفود بلوجر من شريك تسويقي إلى سلطة فوق القانون. والمطلوب اليوم ليس قمع المحتوى، بل ضبطه، واحترام التوازن بين حرية التعبير وحقوق المؤسسات.
أنت صاحب مطعم؟ حافظ على كرامتك، ولا تخف من المواجهة القانونية. دعم الجمهور الحقيقي لا يُشترى بـ “لايكات”.